ألمح وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى رغبة بلاده ان تشمل جولة الرئيس الأميركي جورج بوش المرتقبة في الشرق الأوسط دمشق، وتمنى ان لا يكون تحرك بوش المرتقب في قمة مع أطراف عملية السلام "انتقائياً" وان لا يخدم طرفاً بعينه. وقال الشرع للصحافيين بعد لقاء الترويكا الأوروبية مع الدول العربية المشاركة في المؤتمر الأوروبي المتوسطي: "نتمنى أن يكون تحركه ايجابياً لمصلحة السلام العادل والشامل وأن لا تكون الأمور انتقائية وانما تخدم جميع أطراف الصراع في المنطقة". وأضاف: "هذا تحرك جديد على بوش. كان يقول انه يفضل ان لا يتحرك كما تحرك الرؤساء الاميركيون السابقون. لننتظر ونرى". وعقد الشرع لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر شملت وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى. وقالت مصادر رسمية ان الحديث تناول "مجمل المواضيع التي ستبحث في مؤتمر الشراكة وضرورة توحيد الرؤية العربية لمسيرة الشراكة الأوروبية المتوسطية". كما التقى الشرع وزيرة خارجية النمسا فينيتا فالديز وبحث معها في المواضيع المطروحة على جدول أعمال المؤتمر الوزاري. واعتبر مراقبون مشاركة سورية في المؤتمر الأوروبي - المتوسطي على هذا المستوى من التمثيل "رسالة سورية لفتح ثغرة في محاولة تطويق سورية وعزلها بما يكمل المكانة التي تتمتع بها سورية لدى أطراف كانت ضمن تحالف الراغبين مثل اسبانيا وبريطانيا مما أدى الى حدوث اختراق في تحالف الراغبين عندما اندفعت الاتهامات الأميركية ضد سورية". وقالت مصادر مطلعة ان "هذه الظروف الاستثنائية تتيح تكتيكات استثنائية والمهم ان سورية تحافظ على الثوابت الاستراتيجية بعدم التفريط بالأرض وعدم اجراء مفاوضات سرية وعدم التنازل عن الحقوق". وأكدت المصادر ان مشاركة الشرع في المؤتمر المتوسطي "محاولة للانتقال من وضعية الدفاع الديبلوماسي الى وضعية الاختراق عن طريق استثمار المكانة السورية في المحيط المتوسطي، وبالتالي تطويق أي دواع للبنتاغون الأميركي لمغامرة ضد سورية وإبراز صورة من الأداء السوري الذي يعرف لغة العصر من أجل محاولة تطويق اسرائيل في هذا المناخ الذي ليس منحازاً اليها كما هو مع الأممالمتحدة ووضع حكومة اسرائيل أمام مسؤولياتها عن تدمير العملية السلمية". وأشارت الى أن "النقطة المركزية هي التشديد على الطابع الشامل للأمن الأوروبي المتوسطي وعلى أن ما سيحدث لسورية سيؤثر في أمن المنطقة". وكان الشرع ا ف ب اعلن مساء الاثنين استعداد بلاده لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل من حيث توقفت عام 2000 وعلى اساس القرارات الدولية، وذلك في كلمة ألقاها في المؤتمر الاوروبي - المتوسطي. وقال: "يتصف موقف سورية تجاه السلام ومرجعياته بالثبات. سورية مستعدة لاستئناف محادثات السلام من النقطة التي توقفت عندها والمستندة الى قرارات مجلس الامن الدولي 242 و338 ومرجعية مدريد 1991 ومبدأ الارض مقابل السلام"، مؤكداً "تلازم المسارين السوري واللبناني" في العملية السلمية. وكان وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم اكد الاثنين ان اسرائيل "ستكون جد مسرورة باستئناف المفاوضات مع سورية اذا وضعت سورية حدا للارهاب ومنعت المتطرفين من اقامة مخيمات تدريب على ارضها".