استمرت الهجمات على القوات الأميركية في العراق لليوم الثاني، فأوقعت قتيلين وتسعة جرحى، واعتبر جنرال يقود هذه القوات في بغداد أمس، أن الهجمات "تبدو عشوائية ومتفرقة، ينفذها جنود غير نظاميين موالين للرئيس السابق صدام حسين". قتل جنديان اميركيان واصيب تسعة آخرون أمس في هجوم في مدينة الفلوجة 50 كلم غرب بغداد. وأوضحت القيادة الوسطى الاميركية أن اثنين من المهاجمين قتلا بأيدي الجنود الاميركيين، واعتقل ستة مهاجمين آخرين. وأضاف بيان للقيادة ان المهاجمين الذين لم يعرف عددهم، استهدفوا القوات الأميركية بقاذفات "ار بي جي" وأسلحة خفيفة. ورد الجنود الاميركيون باطلاق النار من دبابات "برادلي" وأسلحة مختلفة، كما أفاد البيان الذي اشار إلى أن "اثنين من المهاجمين قتلا وأسر ستة آخرون". وأكدت القيادة الاميركية ان المعطيات الأولية تشير الى ان الهجوم نفذ انطلاقاً من مسجد في الفلوجة. وجاء في البيان إن "استخدام موقع ديني مثل مسجد أو كنيسة كساتر لاغراض عسكرية يمثل انتهاكاً لقانون الحرب". وذكر ان القوات الامريكية والبريطانية حاولت احترام مثل هذه المواقع لكن من حقها الدفاع عن نفسها. وهذا ثاني هجوم في الفلوجة خلال ايام على القوات الأميركية. وقال احد السكان ان الجنود الاميركيين قتلوا الاربعاء الماضي في الفلوجة اثنين من العراقيين اطلقا صواريخ مضادة للدبابات على عربة مدرعة. وكانت الفلوجة مسرحاً لصدامات دموية نهاية نيسان ابريل الماضي، عندما قتل 16 عراقياً بأيدي جنود أميركيين خلال تظاهرات. وأوضح البيان أن مروحية من نوع "ميدفاك" تابعة للجيش الاميركي اصيبت بأضرار خلال المعركة أمس، عندما اصطدمت عرضاً بدبابات من طراز "برادلي" كانت تتمركز لاطلاق النار. لكن قناة "الجزيرة" الفضائية نقلت عن شهود في الفلوجة ان المهاجمين اسقطوا الطائرة قبل هبوطها مباشرة وقتلوا أفراد طاقمها. وعرضت القناة صوراً أظهرت جنوداً أميركيين وهم ينقلون طائرة هليكوبتر متضررة على شاحنة ضخمة. في غضون ذلك، اعتبر قائد فرقة المشاة الثالثة من القوات الاميركية في بغداد الجنرال بوفورد بلاوت ان الهجمات على القوات الاميركية "معزولة عن بعضها، هناك بقايا لفدائيي صدام وحزب البعث تحاول ان تكون ناشطة. تعرضنا لهجمات أسبوعياً، لكن غالبية العراقيين تتعاون مع القوات الاميركية". وقتل أربعة جنود أميركيين الاثنين واصيب آخرون في حوادث أو هجمات، في أحدها قتل جنديان واصيب ثلاثة بالمتفجرات على الطريق السريع الموصل الى مطار بغداد. وقال ضباط أميركيون كانوا في الموقع ان شخصاً ألقى كيساً يحوي عبوة أمام قافلة على طريق المطار. وقال اللفتانت كولونيل سكوت روتر من الفرقة الثالثة ان الجنود اطلقوا النار على المهاجم الذي اصيب بجروح، لكنه تمكن من الفرار. فيما روى شهود ان ستة أو سبعة من ميليشيا "فدائيي صدام" التي كان يقودها عدي نجل الرئيس المخلوع، احتفلوا أمس بالهجوم على القافلة الأميركية ورفعوا صور صدام. وقتل الجندي الثالث أول من أمس في مكمن نصب لقافلة عسكرية أميركية قرب مدينة الحديثة 190 كلم شمال غربي بغداد وأصيب جندي آخر. وقتل جنديان آخران أحدهما غرقاً قرب كركوك شمال والثاني في حادث سير في منطقة تليل 250 كلم جنوب شرقي بغداد. مقتل عراقية وقتل جنود اميركيون الأحد بالرصاص مواطنة عراقية هاجمتهم في مدينة بعقوبة على بعد 40 كلم شمال بغداد، كما أعلنت القيادة الاميركية الوسطى. واضافت ان "عدداً من الأشخاص هاجموا مساء الأحد بالقنابل اليدوية الشرطة العسكرية التي تحرس المقر العام لفيلق بدر"، الجناح العسكري ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية". وزادت في بيان ان "إمراة عراقية اقتربت مكتوفة اليدين من الجنود الاميركيين الذين كانوا في دورية بحثاً عن المهاجمين، فطلب منها قائد وحدة الشرطة العسكرية ان تتوقف قبل ان يطلق طلقات تحذيرية. وطلب عناصر الوحدة مرات من المرأة الاذعان، لكنها واصلت التقدم باتجاههم. وعندما رفضت، اطلق الجنود النار مرات، فسقطت ووقعت منها قنبلة يدوية، لكنها واصلت تقدمها نحوهم زحفاً، فأطلقت الوحدة النار مرة اخرى وقتلتها. وفتش الجنود الجثة وعثروا على قنبلة اخرى". وفي أربيل، أفادت صحيفة كردية أن مجهولين قتلوا في الموصل ضابطاً بارزاً من الحرس الجمهوري. وأشارت صحيفة "جماور" إلى أن العقيد عبدالكريم محسن جهيش قتل في 19 الشهر الجاري، موضحة أنه كان متهماً خصوصاً بالضلوع بقتل أكثر من ستين كردياً في قرية سوري بمحافظة دهوك في 1991. وأكدت ان ضابطين من أجهزة الاستخبارات العراقية قتلا بعدما اعتقلتهما قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وكانا اتهما بتدريب عناصر من جماعة "أنصار الإسلام" التي تعرضت لهجوم اميركي مكثف اثناء غزو العراق.