واصلت الادارة الاميركية الدفع بقوة باتجاه بدء تنفيذ "خريطة الطريق"، معلنة ان "فريق تنسيق اميركي" سيصل الى المنطقة خلال ايام. وفي حين يتوقع ان يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون صعوبة كبيرة في تمرير "الخريطة" امام حكومته اليوم، أبدت الحكومة الفلسطينية تفاؤلاً حذراً بالتطورات، مشيرة الى انها تلقت ضمانات اميركية بتنفيذ الخريطة حسب نصها. راجع ص 5 ومع توقع عقد قمة ثلاثية في شرم الشيخ بين الرئيس جورج بوش ورئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والاسرائيلي، نشطت الاتصالات العربية - العربية للبحث في المستجدات، اذ أجرى الرئيس حسني مبارك اتصالات هاتفية امس مع كل من ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، وملك البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل المغربي محمد السادس، والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وبدا امس ان ثمة اصراراً اميركياً على البدء في تنفيذ "خريطة الطريق"، حتى من دون انتظار اقرارها من جانب الحكومة الاسرائيلية في اجتماع يعقد اليوم. وانعكس ذلك في تصريح وزير الخارجية الاميركي كولن باول للصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة التي كانت تقله، وقال فيه انه سيتم ارسال "فريق تنسيق اميركي" يتألف من خبراء في الامن والاستخبارات، الى المنطقة في غضون الايام القليلة المقبلة لمتابعة التنفيذ، مضيفا ان البيان الاميركي الذي اصدره البيت الابيض اول من امس وتضمن عبارة "أخذ المخاوف الاسرائيلية في الاعتبار" لا يعني "التحيّز" لاسرائيل. اما على الجانب الاسرائيلي، فيتوقع ان يشهد اجتماع الحكومة اليوم جدلاً صاخباً اثناء التصويت على قبول الخريطة، اذ يعارض 18 من اصل 23 وزيراً اقامة دولة فلسطينية كما تنص الخريطة، في حين ان وزراء حزب "ليكود" الحاكم الذي يرأسه شارون نفسه، يعتبرون ان الخريطة "أخطر" خطة سلام طرحت حتى الآن، ويدعون الى ارجاء عرضها على الحكومة. ويسعى شارون الى تمرير الخريطة متسلحاً ببيان الضمانات الاميركية، وبطرح قرار مبهم على الكنيست سيكون مشروطاً باستثناء بندي اقامة دولة فلسطينية وحق العودة. فلسطينياً، اشادت الحكومة بالتحرك الاميركي "الجدي" في المنطقة، وابدت تفاؤلاً حذراً ازاء التطورات الحاصلة، مشددة على ضرورة تنفيذ الخريطة من دون تغيير وبشكل شامل ووفق جداول زمنية محددة. وقال وزير الاعلام نبيل عمرو ان الحكومة حصلت على "ضمانات من واشنطن بأنه سيتم تطبيق خريطة الطريق بما يتوافق مع نصها". وفي الوقت نفسه، اعتبرت الحكومة الفلسطينية ان عملية التوغل الواسعة التي نفذها جيش الاحتلال في مخيم طولكرم امس بهدف اعتقال ناشطين فلسطينيين "لا تدل على حسن النيات الاسرائيلية". في غضون ذلك، اعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية مساء اول من امس ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان الرئيس ياسر عرفات يضمر شراً لأبو مازن، وطلبت من الدول التي لها اتصالات معه اقناعه بالعدول عن ذلك. ويتزامن هذا الموقف مع اصرار وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان على لقاء عرفات اثناء زيارته الاراضي الفلسطينية، مضحياً بلقاء شارون الذي يرفض استقبال اي مسؤول يلتقي عرفات. وفي هذا الشأن، اكد مسؤول فرنسي ل"الحياة" ان باريس لا تربط نتائج الزيارة التي يقوم بها اليوم دو فيلبان بعدم لقائه شارون. وقال المصدر ان الوزير الفرنسي يقوم بزيارة تلبية لدعوة نظيره الاسرائيلي سلفان شالوم، واذا لم يكن لشارون وقت لاستقباله، ففرنسا تتفهم ذلك خصوصاً في ضوء الاجتماعات الصعبة التي سيعقدها شارون لحكومته من اجل اقرار "خريطة الطريق". ونفى ان يكون هذا الموقف عائقاً امام تحسين العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية. وشدد على ان دو فيلبان سيلتقي عرفات حسب ما قرر الاوروبيون.