قال الجيش الاندونيسي أمس، إن قائداً للمتمردين في إقليم آتشي سلم نفسه في حين قتل قائد انفصالي آخر في معارك بين الجانبين. وتزامن ذلك مع اعنف اشتباكات يشهدها الإقليم منذ أن أعلنت الرئيسة الأندونيسية ميغاواتي سوكارنو بوتري الأحكام العرفية في آتشي مطلع الأسبوع الحالي، وأمرت بهجوم عسكري في أعقاب انهيار محادثات السلام. ومشطت القوات الأندونيسية أمس، الغابات والقرى في إقليم آتشي بحثاً عن الثوار الانفصاليين الذين قال الجيش إنه قتل 15 منهم، في حين نفت حركة آتشي الحرة ذلك، واتهمت الجنود الأندونيسيين بقتل نحو 50 مدنياً. وقال مسؤول في أحد مستشفيات عاصمة الإقليم إن الجيش أحضر منذ يوم الاثنين الماضي، تسع جثث اخترقتها طلقات رصاص عدة تبدو وكأنها لمدنيين. إلى ذلك، قال الجيش في بيان إن تيكو علي سعيد وهو قائد للانفصاليين في منطقة غرب آتشي سلم نفسه إلى الجنود، مؤكداً أن قائداً آخر قتل في منطقة لا تبعد كثيراً عن باندا آتشي عاصمة الإقليم، في اشتباك بالأسلحة النارية. وقال مسؤولون إن المدارس في آتشي ما زالت تتعرض للحرق وأن نحو 250 مدرسة تؤوي ستة آلاف طالب، أحرقت منذ بدء الحرب يوم الاثنين الماضي. وتبادل الجانبان الاتهامات بإحداث تلك الحرائق. وفي وقت صرح كبار الضباط بأنهم يفكرون في فرض حظر التجول خلال الليل في مناطق الاشتباكات، دافع وزير الخارجية الأندونيسي حسن ويراجودا عن بلاده في مواجهة مخاوف دولية من أول عملية بهذا الحجم يقوم بها الجيش الأندونيسي منذ عقود. وقال وزير الخارجية الأندونيسي للسفراء الأجانب إن وحدة الأراضي الأندونيسية مهددة بسبب مشكلة إقليم آتشي الواقع في الطرف الشمالي من جزيرة سومطرة. ونشرت أندونيسيا التي فشلت مرات عدة في إنزال الهزيمة بالمتمردين 45 ألفاً من جنود الجيش والشرطة في آتشي، وتعتزم إرسال مزيد من التعزيزات. ولدى حركة آتشي الحرة خمسة آلاف مقاتل. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب في آتشي منذ عام 1976.