حذرت اندونيسيا الانفصاليين في اقليم آتشي من "الابادة" مع دخول هجومها العسكري يومه الثاني. فيما توعد المتمردون بالقتال الى الابد. وبدأ آلاف الجنود الاندونيسيين تدعمهم الطائرات والسفن الحربية أمس اليوم الثاني من هجومهم الشامل الذي يهدف الى سحق المتمردين الانفصاليين في الاقليم في اكبر عملية عسكرية تشنها جاكرتا منذ غزوها تيمور الشرقية في 1975. وتم انزال مئات من الجنود بالمظلات في الاقليم الواقع شمال جزيرة سومطرة، كما نزل بعضهم من سفن حربية. وأعلن الجيش ان 28 الفاً من جنوده او قوات المارينز ينتشرون حالياً في اتشي في مواجهة حوالى خمسة آلاف من رجال المليشيات. وقالت مصادر الجيش ان المقاومة كانت اقل من المتوقع حتى الآن، الا انها ذكرت ان 20 مدرسة على الاقل ومباني اخرى اضرمت فيها النيران. وفي محاولة لتهدئة مخاوف سكان الاقليم البالغ عددهم نحو اربعة ملايين نسمة من ان تسيء القوات المهاجمة الى المدنيين كما حدث في عمليات سابقة اصدر القائد العسكري الجنرال اندريارتونو سوتارتو أوامر لضباطه بإطلاق النار على رؤوس رجالهم اذا فعلوا ذلك. وارتفعت تقديرات طرفي الصراع لأعداد القتلى. وقال الناطق باسم "حركة اتشي الحرة" سفيان داوود ان 17 مدنياً قتلوا منذ بدء الحرب وأن المتمردين لم يتكبدوا اي خسائر. وأضاف: "أطلقت النار على الناس ثم أحرقوا. كذلك أحرق الكثير من المنازل". وكان الهجوم بدأ في وقت مبكر أول من امس بعد ساعات من انهيار محادثات السلام في طوكيو. وألقى وسطاء باللوم على الحكومة الاندونيسية في اخفاق المحادثات قائلين انها طرحت المزيد من الشروط جعلت الحوار مستحيلاً. فيما اعتبرت جاكرتا ان رفض الحركة رسمياً انهاء قتالها من اجل الحصول على الاستقلال والقبول بحكم ذاتي خاص ادى الى اندلاع المعارك. وقال محمود مالك الزعيم البارز في الحركة في استوكهولم ان انصاره في الاقليم الغني بالنفط والغاز سيواصلون الحرب "الى الابد". وأضاف لدى عودته من طوكيو الى السويد حيث يقيم في المنفى: "اننا نحارب اندونيسيا منذ 27 عاماً... ونحن واثقون من قدرتنا على مقاومته".