بدأ الجيش الاندونيسي هجوماً واسع النطاق على المتمردين الانفصاليين في اقليم آتشي. وانزل قوات بالمظلات في الاقليم الواقع شمال جزيرة سومطرة. ويأتي بدء هذه العملية بعد ساعات من فشل محادثات السلام الاخيرة التي أجريت في طوكيو بين الجانبين، على رغم الضغوط الدولية وخصوصاً الاميركية للتوصل الى حل سلمي. ووقعت الرئيسة ميغاواتي سوكارنوبوتري ليل الاحد - الاثنين مرسوماً يسمح للجيش بمهاجمة الاقليم وينص على اعلان الاحكام العرفية في آتشي، وذلك بعد انهيار مباحثات في طوكيو، الامر الذي قوض اتفاق سلام في الاقليم. وقال رئيس الاركان الاندونيسي الجنرال اندريارتونو سوتارتو ان مهمة قواته هي "تدمير القوات المسلحة لمتمردي حركة آتشي الحرة من جذورها". وصرح بأن القوات الحكومية رصدت مواقع قيادة مهمة للمتمردين وان العمليات المبكرة استهدفت القضاء عليها. وأشار الى ان الهدف العام هو تقليص قدرة المتمردين الى "ادنى حد" في غضون ستة اشهر. وشوهدت ثلاث طائرات فوق كبرى مدن الاقليم باندا آتشي، قامت احداها بانزال جنود. وذكر شهود بأن ست مروحيات تنقل مئات الجنود الآخرين التابعين لوحدة خاصة حطت في محيط المدينة. وتصاعدت سحب الدخان من التلال بعدما حلقت مقاتلتان على ارتفاع منخفض فوق منطقة غير بعيدة من المطار في العاصمة باندا آتشي. وأنزلت طائرات نقل من طراز "هركيوليز" المئات من الجنود قرب المطار. واتخذ الجنود مواقع دفاعية في الحقول. وقال مسؤولون ان نحو 700 من مشاة البحرية وصلوا للشاطئ قرب بلدة لوكسيوماوي الصناعية. وكانت جاكرتا دعت الانفصاليين في حركة تحرير آتشي الى التخلي عن المطالبة بالاستقلال والبدء فوراً في عملية نزع اسلحتهم. وارسل الجيش الاندونيسي في الايام الاخيرة تعزيزات من آلاف الرجال وسفناً حربية وطائرات قتالية الى الاقليم الذي يبلغ عدد سكانه اربعة ملايين نسمة. ويقدر الجيش عدد المقاتلين في الحركة بحوالى خمسة آلاف رجل، مؤكداً انه سيرفع عدد جنوده في آتشي الى خمسين الفاً لسحق حركة التمرد. ويأتي هذا الهجوم بعد خمسة اشهر من بدء تطبيق اتفاق هش للسلام وقع في جنيف في التاسع من كانون الاول ديسمبر الماضي. وأدت المواجهات في آتشي الى مقتل اكثر من عشرة آلاف شخص معظمهم من المدنيين منذ اندلاع حركة التمرد في 1976.