نفت قيادة الجيش الجزائري معلومات ترددت عن تحرير المجموعة الثانية من الرهائن السياح الاوروبيين. واوضحت في بيان زعته "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية أمس، أن "الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن ما يزالان يبذلان كامل جهودهما من أجل تحريرهم". وكانت وكالة "رويترز" نقلت أمس عن مصدر عسكري جزائري تأكيده أن المجموعة الأخيرة التي تضم 15 سائحاً أوربيا إحتجزهم متمردون مسلحون في صحراء الجزائر منذ نهاية شباط فبراير الماضي أطلقوا. وقال مصدر عسكري في بلدة إليزي الصحراوية الجنوبية للوكالة "أفرج عن باقي السياح المخطوفين". لكن مصادر عدة في مصالح الأمن الوطني الجزائري اكدت ل"الحياة" ان الامر يتعلق بتحضيرات عسكرية مكثفة يجري وضعها في الميدان تحت إشراف مباشر من قائد الجيش الفريق محمد العماري الذي وصل مساء الأحد، يرافقة عدد من المسؤولين في قيادة الأركان، الى منطقة تامغليت التابعة لولاية إليزي، حيث تحتجز "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن حطاب مجموعة السياح الاوروبيين. وأكد مصدر في الملاحة الجوية في الجزائر أمس، وصول طائرة مدنية من ألمانيا مجهزة بمستشفى حديث حطت في مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة قبل أن تقلع متوجهة الى ولاية إليزي. وبحسب مصدر محلي فإن وصول هذه الطائرة جاء تأكيدا لما تردد في السابق عن أن المواجهة مع عناصر المجموعة المسلحة الثانية ستكو ن عنيفة مرجحاً سقوط ضحايا، خصوصاً بسبب صعوبة تضاريس وادي السامن الذي يقع في سلسلة مغارات حجرية في منطقة تامغليت. وهو ما يعزز المعلومات التي ترددت عن أن استخدام المروحيات العسكرية لنقل عناصر القوات الخاصة سيكون صعباً مقارنة مع العملية الأولى التي تمت بنجاح في منطقة أمغيد التابعة لولاية تمنراست الثلثاء الماضي والتي انتهت بنجاح بتحرير 17 سائحاً أوروبياً. من جهة أخرى، أكد مصدر قريب إلى إدارة العمليات، أن حسم هذه العملية سيتم خلال يومين على الأكثر. لكن معلومات وردت مساء أمس، تحدثت عن إشتباكات جديدة بين قوات الجيش وعناصر من الخاطفين الذين يشكلون حزام متقدم لعناصر المجموعة الإسلامية التي تحتجز السياح الأوربيين. ولم تُعرف حصيلة هذه المواجهات. ويخشى متابعون لملف السياح تردي أوضاعهم بعد نفاذ المؤونة، خصوصاً بعد الإشتباكات المتكررة التي جرت الثلثاء والأربعاء الماضيين والتي دفعت الخاطفين للإنسحاب إلى مناطق بعيدة، خصوصاً بعدما وفر لهم ناشطون آخرون من المجموعة نفسها تحصينات خاصة أعاقت تقدم قوات الجيش الجزائري.