وسعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من نطاق عملياتها ومجازرها في الاراضي الفلسطينية خلال الساعات الاخيرة، وذلك غداة نيل حكومة محمود عباس ابو مازن الثقة في المجلس التشريعي، ونشر "خريطة الطريق" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة أمس كان مسرحها مجدداً حي الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة، واسفرت عن استشهاد 13 فلسطينياً، منهم طفل رضيع وثلاثة اشقاء بينهم احد القادة العسكريين في "حماس" ورجل توفي بنوبة قلبية بسبب الاجتياح، اضافة الى فلسطينيين قتلا في الخليل، ليرتفع عدد القتلى امس الى 15 شهيداً. شرعت اسرائيل في تنفيذ خطة "خريطة الطريق" للسلام على طريقتها الخاصة، وذلك بالعمل على ما تسميه "القضاء على اوكار الارهاب والارهابيين" بنفسها بدلاً من انتظار ان تقوم حكومة محمود عباس أبو مازن بالمهمة كما تطالبها بذلك. ويبدو ان الحكومة الاسرائيلية فهمت ان منح الثقة لحكومة ابو مازن في المجلس التشريعي وتسليم "خريطة الطريق" الى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يعني ضمنا ضوءاً اخضر لبدء حلقات جديدة من سلسلة حلقات القضاء على "البنية التحتية على الارهاب"، بغض النظر عن الأيدي والادوات التي تنفذ بنود الخطة التي حذرت فصائل وقوى المعارضة الفلسطينية واجنحتها المسلحة من انها خطة امنية صرفة ربما ستقود الشعب الفلسطيني الى اقتتال داخلي في حال اقدمت الحكومة الجديدة على نزع اسلحتها. واختارت الحكومة الاسرائيلية حي الشجاعية شرق مدينة غزة مسرحاً لتنفيذ جريمتها الجديدة التي استهدفت هذه المرة مناضلين ومقاتلين من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي شاركت "كتائب الاقصى" في تنفيذ العملية الاستشهادية الاخيرة في تل ابيب. وقتلت قوات الاحتلال اثناء توغلها في الحي فجر امس 13 فلسطينياً بينهم طفل رضيع وثلاثة فتية، وجرحت نحو 40 آخرين، في وقت رد الفلسطينيون بتشغيل عبوات ناسفة زرعوها في طريق الآليات الاسرائيلية وأطلقوا النار في اتجاه جنود الاحتلال، ما ادى الى إصابة سبعة منهم بجروح، أحدهم جروحه خطيرة. 13 شهيداً في التوغل وقال الدكتور معاوية حسنين المدير العام للاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء في مدينة غزة ل"الحياة" ان الشهداء هم: أمير احمد عياد عاماًن ومحمد عبدالناصر الدحدوح 13 عاماًً واحمد رمضان التتر 13 عاماً ونعيم باسم نعيم 17 عاماً وعبدالله مربع العمراني 18 عاماً ومحمد كمال ابو زرينة 30 عاماً وناصر محمد حلس 36 عاماً وبكر حسين محيسن 40 عاماً وهو مختل عقليا. واضاف حسنين ان من بين المصابين خمسة في حال الخطر بين الحياة والموت في قسم العناية الفائقة. وفي وقت لاحق، افاد مصدر فلسطيني طبي ان ثلاثة فلسطينيين اشقاء، بينهم القائد العسكري ل"حماس" قتلوا برصاص الجيش خلال عملية التوغل المستمرة في الشجاعية، ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين امس في غزة الى 13 شهيداً. والشهداء الثلاثة هم يوسف خالد ابو هين 38 عاماً وشقيقيه محمود 30 عاماً وايمن 29 عاماً واستشهدوا اثر تفجير منزلهم بعد قصفه بالقذائف المدفعية، ووصلت جثثهم الى مستشفى وبعضها تحول الى اشلاء بفعل القذائف. وافاد شهود ان أحد المواطنين استشهد بعد اصابته بأزمة قلبية بسبب الاجتياح، فيما استشهد آخر في رفح. وقال الباحث الميداني في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن مصطفى ابراهيم ل"الحياة" الذي عمل على توثيق الاحداث ان 25 دبابة وآلية وجرافة اجتاحت حي الشجاعية فجر امس تحت وابل كثيف من النيران والقذائف، وبمساندة من مروحيات "أباتشي" الاميركية الصنع. واضاف ان قوات الاحتلال التي توغلت في الحي سيطرت على بعض محاور الطرق ونشرت الموت والدمار في كل مكان، مشيراً الى انها حاصرت احد المنازل الذي يعتقد ان عدداً من "المطلوبين" الناشطين في "كتائب عز الدين القسام" تحصنوا فيه. ولفت الى ان اشتباكات دارت بين الطرفين استمرت ساعات طويلة. واشار شهود من سكان الحي ل"الحياة" الى ان مقاومين من الاجنحة المسلحة المختلفة لفصائل المقاومة شاركوا في زرع العبوات الناسفة والتصدي لقوات الاحتلال. وسرى حديث في صفوف المواطنين في المدينة مفاده ان رجال المقاومة قتلوا وجرحوا عشرات الجنود الإسرائيليين، وذلك نقلاً عن شهود موجودين داخل الحي. الا ان سلطات الاحتلال اعترفت باصابة سبعة جنود اثناء اجتياح الحي الذي سبق وارتكبت فيه قواتها عددا من المجازر راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى. شهيدان في الخليل من جهة اخرى، استشهد فلسطينيان آخران في بلدة يطا جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال توغلت في البلدة فجر امس واطلقت نيران اسلحتها عشوائيا في اتجاه مجموعة من المواطنين. وأشارت مصادر طبية الى ان شابين استشهدا جراء ذلك، هما خالد شحادة المخامرة 21 عاماً من بلدة يطا، ومحمد سعد بدير 23 عاماً وهو من قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الى 15 شهيدا. كما سقط في وقت سابق شهيدان ليل الاربعاء - الخميس احدهما في بلدة تياسير قرب طوباس شمال الضفة، وهو رائد مسعود دراغمة الذي اغتالته قوات الاحتلال قرب حاجز التماسيح الواقعة بين بلدة فصايل والجفتلك، والثاني في رفح وهو منصور عوض ابو حدايد 60 عاماً برصاص من العيار الثقيل. السلطة: التصعيد لاسقاط الخريطة ودانت القيادة الفلسطينية هذه الاعتداءات في الوقت الذي اعلنت استعدادها لوقف اطلاق النار ومباشرة المفاوضات. وقال ناطق رسمي باسم القيادة في بيان بثته وكالة "وفا" الرسمية للانباء "ان حكومة اسرائيل من خلال هذا التصعيد تعمل على اسقاط "خريطة الطريق" التي رحبنا بمباشرة تنفيذها، وارسال المراقبين الدوليين". وشدد على ان "على اللجنة الرباعية ودولها ان تتحرك لوقف هذا التصعيد الاسرائيلي الذي سيؤدي في حال استمراره الى نسف خريطة الطريق وقرب عملية السلام والجهود الدولية لحل الصراع". الجيش يدمر 11 منزلا في رفح الى ذلك، دمرت قوات الاحتلال 11 منزلا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة فجر امس. وقال شهود ل"الحياة" ان عددا من الدبابات والجرافات توغلت في المنطقة المجاورة لبوابة صلاح الدين الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر ونسفت 4 منازل ودمرتها كليا، و7 منازل اخرى في شكل جزئي. واضافوا ان عشرات المواطنين من بينهم نساء واطفال اصبحوا بلا مأوى جراء تدمير مساكنهم. ... ويشن حملة اعتقالات الى ذلك، اعلنت مصادر اسرائيلية ان قوات الاحتلال اعتقلت 12 ناشطا فلسطينيا من الضفة تشتبه فيهم تنفيذ عمليات فدائية ضد اهداف اسرائيلية. كما دانت المحكمة المركزية الاسرائيلية في تل ابيب الناشط في "كتائب الاقصى" ناصر عويس بقتل 14 اسرائيلياً في عمليات فدائية وقعت في المدن الاسرائيلية. وتعتبر اسرائيل عويس الذي اعتقلته قبل اكثر من عام بأنه نائب مروان البرغوثي امين سر حركة "فتح" في الضفة المعتقل لدى اسرائيل. وسيصدر الحكم على عويس الاثنين المقبل.