نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس عمليات توغل واسعة اسفرت عن دمار كبير ومجازر في حي الشجاعية ورفح بقطاع غزة وفي الخليل بالضفة الغربية راح ضحيتها 15 شهيدا و65 جريحا العديد منهم في حال خطرة والعشرات اصيبوا بجراح بليغة، واستخدم الجيش الفلسطينيين دروعا بشرية في عملياته الحربية قبل أن ينسحب آخر النهار، في تصعيد اعتبرته السلطة الفلسطينية رفضا عمليا عدوانيا بالدبابات لخريطة الطريق التي تسلمها الجانبان الاربعاء.وقال نبيل ابوردينة مستشار عرفات أن الفلسطينيين سيتوجهون حاليا الى مجلس الامن الدولي لطلب جلسة عاجلة بعد المجزرة الاسرائيلية في منطقة الشجاعية.وقال الوزير صائب عريقات أننا كنا ننتظر من اسرائيل أن تعطي جوابا لتنفيذ خريطة الطريق بالكلمات، لكنها فضلت أن تقدمه بالأفعال (المشينة). وبحسب المصادر الأمنية والطبية، استشهد ثمانية مواطنين في حي الشجاعية بينهم الرضيع امير احمد عياد (عامان) والمسؤول في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوسف ابو هين. والقتلى الباقون هم شقيقا ابو هين محمود (30 عاما) وايمن (29 عاما) اللذان قتلا معه اثر تفجير منزلهم بعد قصفه بالقذائف المدفعية والذين تحولت بعض اجسادهم لاشلاء، ومحمد الدحدوح (13 عاما)، واحمد رمضان التتر (13 عاما) وعبد الله العمراني (17 عاما)، ونعيم باسم نعيم (17 عاما)، ومحمد ابو زرينة (25 عاما)، وناصر حلس (36 عاما)، وبكر محيسن (40 عاما) ورامي سعد (27عاما) اضافة الى شحدة الغرابلي (67 عاما) الذي قضى بنوبة قلبية خلال الحصار الذي فرضه الجيش على منزله في الشجاعية. واكدت المصادر الطبية أن عدد المصابين اكثر من اربعين جريحا بينهم اطفال. ووصفت حالة خمسة من الجرحى بانها خطرة او حرجة جدا. وساندت ثلاث مروحيات عملية التوغل وقامت احداها بقصف حي الشجاعية باربعة صواريخ على الاقل، كما اكد مصدر امني أوضح أن ستين دبابة والية عسكرية ترافقها سيارات جيب وعدة جرافات توغلت في ساعات الفجر الاولى وسط اطلاق كثيف للنار والقذائف المدفعية لاكثر من كيلومتر في عمق الاراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة في الشجاعية، اكبر الاحياء الشعبية حيث يزيد عدد سكانه على ثمانين الفا. وسبق عملية التوغل بنصف ساعة اقتحام مجموعة من القوات الاسرائيلية الخاصة لعدد من منازل الفلسطينيين بمساندة مروحيات هجومية. واشار مصدر امني ان بناية ابو هين والتي تؤوي ستين شخصا والمكونة من اربعة طوابق دمرت بالكامل وباتت اثرا بعد عين بينما كان يوسف وشقيقيه بداخلها بعدما تم اخلاء عشرات الاشخاص منها .كما الحقت اضرار تدميرية كبيرة في اكثر من خمسين منزلا في ذات المنطقة اضافة الى تدمير في البنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والهواتف وتدمير الطرقات الرئيسية والشوارع الفرعية. وقال شاهد عيان ان عشرات المنازل المجاورة لبناية ابو هين نخرها الرصاص والقذائف بفعل آلاف الاعيرة النارية والقذائف المدفعية الاسرائيلية وعلق محمود شاهد عيان في المنطقة انها حرب حقيقية شرسة. واكدت عائلة ابو هين في نداء استغاثة قبل تدمير منزلها ان القوات الاسرائيلية استخدمت عددا من افراد العائلة كدروع بشرية من اجل وقف المقاومة العنيفة. وشهد حي الشجاعية تبادلا عنيفا لاطلاق النار بين عشرات المسلحين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي قبل انسحابهم. وقالت كتائب القسام في بيان ان مقاتليها اطلقوا قنابل يدوية على الجيش الاسرائيلي، مؤكدة سقوط العديد من القوات الخاصة الاسرائيلية بين قتلى وجرحى اثناء التوغل في منطقة الشجاعية. وذكر مصدر عسكري اسرائيلي ان ثمانية جنود اسرائيليين اصيبوا بجروح، اصابات اربعة منهم خطرة، والاربعة الآخرون طفيفة في تبادل اطلاق النار. وفي رفح بجنوب قطاع غزة، دمر الجيش الاسرائيلي ثمانية منازل لفلسطينيين تدميرا كليا والحق دمارا كبيرا بخمسة عشر منزلا اخر اضافة الى تدمير كبير في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والهواتف في المنطقة، بحسب مصدر امني. وقبيل فجر أمس الخميس توغلت عشرات الدبابات والاليات لمئات الامتار في منطقتي البرازيل وبوابة صلاح الدين برفح قرب الحدود مع مصر قبل ان تنسحب صباحا. وقالت كتائب القسام في بيان آخر انها اطلقت تسعة صواريخ قسام-1 باتجاه مدينة سديروت بجنوب اسرائيل وتم اطلاق صواريخ من طراز قسام-2 تجاه كيبوتس ساعد وكيبوتس مثلثيم الاسرائيلي شرق غزة، في رد سريع على قيام قوات الاحتلال باجتياح منطقة الشجاعية. وفي الخليل بالضفة الغربية استشهد فلسطينيان برصاص القوات الاسرائيلية التي اقتحمت ليلا بلدة يطة على بعد خمسة كيلومترات جنوب الخليل. وقال مسؤولون وسكان فلسطينيون في يطة ان احد القتيلين هو خالد نخرمي (27 عاما) وكان عاملا في اسرائيل. ولم تعرف هوية الاخر. وذكر متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية التي كانت تقوم بعمليات استكشاف في البلدة رصدت مسلحين وقتلتهما في اشتباك مسلح. ودانت القيادة الفلسطينية بشدة في بيان العملية الاسرائيلية العسكرية ووصفتها بأنها مجزرة جديدة تمثل ردا على خارطة الطريق التي سلمت رسميا للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي امس الاول الاربعاء وتاتي في الوقت الذي اعلنت فيه القيادة الفلسطينية استعدادها لوقف اطلاق النار ومباشرة المفاوضات.