ولد علي بن فليس في مدينة باتنة في الثامن من أيلول سبتمبر 1944، ونشأ في عائلة متواضعة كبيرة العدد. فأبوه فلاح، وله أربعة أخوة وثماني أخوات. وشأنه شأن غالبية الجزائريين في زمن ما قبل الاستقلال، تلقى تعليمه في المدرسة القرآنية صباحاً وفي المدرسة الابتدائية الفرنسية بعد الظهر. ونجح في أن يكون طوال سنوات دراسته مزدوج اللغة والثقافة. فهو يتقن العربية والفرنسية معاً، مع حب شديد للأولى التي تطغى على خطاباته منذ اعتلى رئاسة الحكومة. وعرف عنه ولعه بالمطالعة وقراءة الروايات والأدب باللغتين. وبعد حصوله على شهادة البكالوريا اختار من دون تردد الدراسة في كلية الحقوق في الجزائر حيث نال اجازة في القانون عام 1968. وبعدما أنهى خدمته العسكرية، عين في سلك القضاء فشغل منصب قاض في محكمة بليدة. ولكن بعد مدة قصيرة غادر موقعه إلى منصب مدير مساعد مكلف بشؤون الطفولة المنحرفة عام 1969، ثم مديراً لقسم إعادة التأهيل عام 1970. ثم عاد إلى سلك القضاء ليشغل منصب النائب العام لمحكمة قسنطينة. وفي عام 1974، فتح مكتب محاماة خاصاً في مدينة باتنة. وفي 1987 كان واحداً من مؤسسي "الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان" التي أجازت السلطة لها بالعمل. وفي عام 1988 عينه رئيس الحكومة قاصدي مرباح وزيراً للعدل، وهو المنصب الذي حافظ عليه في عهد حكومة مولود حمروش، فبرز في هذه الفترة كرجل إصلاحي. ومرة أخرى طلب منه الاستمرار في موقعه في حكومة احمد غزالي التي شكلت أثناء إعلان حال الطوارئ في حزيران يونيو 1991. لكنه استقال من منصبه هذا بعدما رفض المصادقة على قانون يجيز الاعتقالات وإقامة مراكز الاعتقال في الصحراء. ثم انشغل بالعمل السياسي في إطار جبهة التحرير الوطني التي كان عضواً في لجنتها المركزية منذ كانون الأول ديسمبر 1989. ووصل إلى عضوية المكتب السياسي إثر مؤتمر الحزب في 1998. واقترحه بعض الجنرالات مديراً لحملة بوتفليقة الانتخابية الرئاسية في نيسان أبريل 1999. وعينه الرئيس الجديد في 25 كانون الأول 1999 مديراً لمكتبه وأصبح من أكثر المقربين إليه، قبل ان يعينه لاحقاً رئيساً للحكومة في 26 آب أغسطس 2000. علي بن فليس سيكون رجل العربية من دون منازع إذا ما وصل إلى قصر المرادية ليكون الرئيس الثامن للجمهورية الجزائرية. فخطبه في التلفزيون الجزائري لا يلقيها إلا بلغة عربية فصحى ولا يبدي أي حماسة للحديث بالفرنسية، اللغة لم يتحمس لها منذ الاستقلال إلا السيد عبد العزيز بوتفليقة.