أدلى اساتذة عراقيون بأصواتهم في انتخابات لاختيار عمداء جدد لجامعات بغداد امس في اطار الحملة الاميركية لاستئصال نفوذ حزب البعث من البلاد. وأجريت الانتخابات التي لم يسبق لها مثيل بإشراف اميركي مع استئناف التعليم الجامعي في بغداد للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب التي أطاحت الرئيس صدام حسين في 9 نيسان ابريل. وطوّق جنود اميركيون جامعة بغداد ودخلوا الحرم الجامعي حيث جرت الانتخابات. وأكد اساتذة في ثلاث من جامعات بغداد الخمس انهم لم يسبق لهم ان أدلوا باصواتهم بشكل ديموقراطي. وقالت ليلى نعيمي: "أنا سعيدة جداً جداً. هذه اول انتخابات ديموقراطية أشارك فيها". وتنافس تسعة مرشحين على منصب العميد في جامعة بغداد. ووقف معظم المرشحين على منصة في قاعة لالقاء المحاضرات ليؤكدوا انهم لم يكونوا بعثيين. غير ان أساتذة قالوا ان معظمهم كان بعثياً. واضاف استاذ: "لكنهم بعثيون جيدون. أجبر النظام معظمنا على ان نكون اعضاء" في حزب "البعث". وقال اندرو ايردمان مستشار التعليم العالي الاميركي أمام حشد كبير من العاملين في جامعة بغداد ان القوات الاميركية لن تترك أساتذة عراقيين في اي مؤسسة عامة كانت لهم صلة ببرامج أسلحة الدمار الشامل او انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان او من قادة حزب "البعث". واضاف انه ستتم اعادة تقويم العمداء المنتخبين لضمان توفر المعايير التي وضعها بول بريمر مدير الادارة المدنية الاميركية لاستئصال البعثيين من المجتمع. وقال ايردمان: "نحتاج الى نوعية من القيادة في الجامعات تحظى بالشرعية والكفاءة". واعلن الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الاميركية في العراق الاحد الماضي حل حزب "البعث" ودعا العراقيين الى تسليم كل وثائق الحزب وممتلكاته. وعلى رغم ان بعض العاملين والطلاب رحبوا بوجود القوات الاميركية داخل حرم جامعة بغداد للحماية إلا ان آخرين رفضوا وقاطعوا الانتخابات. وقال اساتذة ان بعض العمداء البعثيين السابقين الذين ترفضهم القوات الاميركية ابتعدوا عن الجامعات او سقطوا في الانتخابات. وكان الاساتذة يشكون من الفقر والظلم ابان حكم صدام. وقالوا ان بعثيين كباراً تولوا مناصب رفيعة وحصلوا على مكافآت مالية. وقال حامد عامر علي وهو استاذ مساعد في جامعة بغداد "الباقون منا لا يملكون ما يكفي من المال للظهور بشكل لائق امام الطلبة واضطر كثير منا للعمل بعد ساعات الدراسة سائقي سيارات أجرة لمواجهة اعباء الحياة". وبتعليمات من الاميركيين غيّر العاملون في جامعة "صدام" اسمها الى جامعة النهرين. لكنهم أدلوا بأصواتهم لعميدها البعثي وقال ايردمان ان الانتخابات ستعاد. الى ذلك، أعيد امس فتح احد اقسام جامعة البصرةجنوبالعراق امام الطلاب بعد شهرين من اقفالها. وتوجه الطلاب الى الجامعة التي تضم كلية العلوم لبرمجة اجتماعات بينهم وبين الاساتذة لتنظيم استئناف الدروس في الايام المقبلة. ونهب لصوص اجهزة التكييف والحواسيب غير ان معظم أثاث الجامعة سلم من عمليات السرقة. وقال عميد كلية الهندسة الميكانيكية امين العيداني: "نحن بصدد اعداد جداول الاوقات وسنستأنف الدراسة الاحد وسيكون امامنا بين ستة وسبعة اسابيع من الدراسة قبل الامتحانات". وشهد القسم الآخر من الجامعة معارك عنيفة بين القوات البريطانية والقوات العراقية ما ادى الى دمار كبير في المباني التي لم تعد صالحة للاستخدام. وتم نهب هذه الابنية بالكامل منذ سقوط البصرة كما تم حرق بعضها.