أظهرت دراسة أجرتها احدى جماعات حقوق الانسان التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها أن الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة لم يعر اهتماما يذكر للرأي العراقي حين صاغ سياسات مثل استئصال عناصر حزب البعث وانشاء محكمة خاصة لمحاكمة صدام حسين. وقال هاني مجلي من المركز الدولي للعدالة في المراحل الانتقالية لرويترز: الامر الاول الذي يظهره التقرير هو أهمية التشاور مع العراقيين. ويظهر المسح الذي أجري على مواقف العراقيين تجاه العدالة في المراحل الانتقالية الذي نشر امس الاربعاء أنها كثيرا ما كانت لا تتفق مع السياسات التي يتبعها الحاكم الامريكي للعراق بول بريمر. وأضاف مجلي: المشكلة الكبرى التي شهدناها العام الماضي كانت أن الولاياتالمتحدة خاضت الامر بمفردها واستشارت عددا محدودا جدا من العراقيين معظمهم من أصدقائها ومستشاريها وكثير منهم جاءوا من الخارج. في اشارة الى العراقيين الذين كانوا منفيين خارج بلادهم في السابق. وتابع أن النقل الرسمي للسيادة لحكومة عراقية مؤقتة المزمع اجراؤه في 30 يونيو يتيح فرصة تغيير مسار الامور دون اراقة ماء وجه واشنطنولندن. وقال: نرى أن المهلة التي تنتهي في يونيو تتيح فرصة جيدة لاستنباط دروس الماضي والتركيز على وضع آليات وعمليات تجري بموجبها استشارة العراقيين. واستطرد قائلا: ان الولاياتالمتحدة حتى الآن وضعت افتراضات بشأن ما يريده العراقيون مستشهدا بالاجراءات الصارمة التي اتخذها بريمر لدى وصوله الى بغداد قبل عام مضى لاستئصال شأفة حزب البعث وهو حزب صدام ومنع كثير من أعضائه من شغل وظائف في القطاع العام. غير أن المسح الذي أجراه المركز بعد نحو ثلاثة أشهر من سقوط صدام في ابريل العام الماضي وجد أن العراقيين يفرقون بوضوح بين أعوان صدام الملطخة أيديهم بالدماء وبين الناس الذين انضموا لحزب البعث لاسباب نفعية. وقال بريمر الشهر الماضي بعد نحو عام من حل الحزب والقوات المسلحة العراقية ان سياسته للتخلص من عناصر حزب البعث طبقت بشكل ظالم وتعهد باجراء تغييرات. ويشير التقرير الذي صدر تحت عنوان (أصوات عراقية) الى أسباب أخرى لعداء العراقيين للاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ويقول: التعليقات تشير الى انعدام الثقة في الولاياتالمتحدة بسبب دعمها فيما مضى لصدام حسين وانعدام النظام والامن والنهب الذي أعقب سقوط نظامه. كما تكشف الدراسة التي أجريت بالاشتراك مع مركز حقوق الانسان بجامعة كاليفورنيا بيركلي عن غضب العراقيين من الاممالمتحدة بسبب العقوبات التي فرضت على بلادهم لسنوات وغضبهم من العالم لتركه لهم ليواجهوا مصيرهم لخمسة وثلاثين عاما من الحكم البعثي. ويضيف التقرير أن العراقيين يريدون محاكمات عادلة على أن تطبق عدالة سريعة مع انزال العقاب بصدام وأعوانه. انهم يريدون عملية محاسبة تخضع لسيطرة العراقيين لكنهم لا يؤمنون بالنظام القضائي العراقي ويرون أن هناك حاجة للمساعدة الخارجية. وقال مجلي ان المحكمة الخاصة التي شكلت في ديسمبر لمحاكمة صدام وكبار أعضاء حزب البعث يبدو أن قيادتها عراقية شكلا فيما تتولى الولاياتالمتحدة المسؤولة الفعلية عنها. وقال ان منهج الولاياتالمتحدة تجاه المقابر الجماعية كان التعامل معها كمصدر للادلة لادانة صدام وهو أمر رغم أهميته الا أنه لا يفعل سوى القليل للوفاء باحتياجات الاقارب الذين يئسوا من معرفة مصير أقاربهم المفقودين. وقال مجلي ان العراقيين سيراقبون باهتمام شديد كيف ستتعامل الولاياتالمتحدة مع الجنود الامريكيين الضالعين في ارتكاب انتهاكات بحق معتقلين عراقيين في سجن أبو غريب ببغداد أو في أي مكان اخر. وأضاف أنه: اذا كان الناس قد تعرضوا للتعذيب فينبغي أن تكون هناك عملية تتسم بالشفافية من تحقيقات ومحاسبة للمسؤولين. هذه هي كيفية ارساء حكم القانون. وقال ان بعض العراقيين سيظلون مرتابين ما لم يجر تحقيق مستقل. وشارك في هذه الدراسة 395 من مختلف أطياف الشعب العراقي من خلال لقاءات وحلقات مناقشة أجريت في يوليو وأغسطس العام الماضي.