غادر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول موسكو صباح أمس الخميس متوجها الى صوفيا قبل ان يواصل سفره الى المانيا التى يعود منها اليوم الى واشنطن . وتركزت مباحثات باول في موسكو على الملف العراقي ومشروع القرار المعدل الذي تعتزم واشنطن التقدم به الى مجلس الامن لرفع العقوبات عن العراق وهو قرار تعارضه موسكو. وأعلن باول ان واشنطن لا تريد اشتراك قوات روسية في عمليات حفظ السلام في العراق. وقال في مقابلة مع اذاعة صدى موسكو الاذاعية الروسية بثت أمس نود أن يقدم الاتحاد الروسي المساندة للعراق لكني لا أدري إن كانت مشاركة قوات (روسية) في حفظ السلام هي المساهمة المناسبة . وأضاف أن مساهمة روسيا في النواحي المالية والانسانية لعملية إعادة اعمار العراق ستكون موضع ترحيب. وفي محاولة لطمأنة موسكو أكد باول ان السلطة العراقية المقبلة ستقوم بكافة التزاماتها بشأن الديون المستحقة على العراقلروسيا او اي ديون اخرى. انني على يقين بان الحكومة العراقية الجديدة ستأخذ في اعتبارها التزاماتها ازاء روسيا الاتحادية .واضاف نقدر ان ديون العراق الخارجية تبلغ بين 100 و 120 مليار دولار بينها ثمانية مليارات لروسيا. اننا نعتزم بحث مسألة الديون لنرى افضل السبل لادارتها اما باعادة جدولتها او باعادة تمويلها . وأثنى باول على سعي القيادة الروسية للتوصل إلى حلول لمشاكل العراق رغم الخلاف المستمر بشأن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الاممالمتحدة على بغداد. وقال إن الادارة الامريكية تتطلع إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والامريكي جورج بوش بمدينة سان بطرسبرج الروسية في أواخر مايو الجاري. وأفاد باول الذي اجرى الاربعاء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية ايغور ايفانوف أن الولاياتالمتحدة تعمل من اجل ارضاء روسيا بتعديل مسودة القرار الامريكي بمجلس الامن الخاص برفع العقوبات عن العراق. واضاف ان الزعماء الروس لم يطرحوا احتمال استخدام الفيتو او الامتناع عن التصويت على القرار في مجلس الامن الدولي. وقال لم نضطر الى الحديث عن ذلك لاننا نعمل مع الجانب الروسي على تهدئة مخاوفهم. ما نتطلع اليه هو قرار دولي يمكن ان يوافق عليه الجميع في مجلس الامن لانه قرار سيساعد الشعب العراقي . وقال ولذلك فان مسألة الفيتو او الامتناع عن التصويت او الاقتراع لم تكن مسألة بحث . واكد باول ان الجانبين اظهرا استعدادهما للمرونة في عملية البحث عن تسوية. نعالج الأمر بروح التعاون ذاتها . وكان باول قد صرح بانه سيعمل بشكل وثيق مع نظيره الروسي في الايام القادمة قبل التصويت على القرار في مجلس الامن الدولي من اجل التوصل الى اتفاق مع اعضاء مجلس الامن الاخرين الا انه اقر ان هناك مسائل عالقة خاصة فيما يتعلق باصرار موسكو على السماح بعودة المفتشين الدوليين الى العراق للتأكد من خلوه من اسلحة الدمار الشامل قبل رفع العقوبات. ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن الدولي في وقت لاحق مسودة قرار لرفع العقوبات المفروضة على العراق منذ عام1990وتمكين واشنطن وحلفائها من ادارة البلاد بفعالية والسيطرة على عائداته النفطية لمدة عام على الاقل. وتدعم كل من فرنسا والصين اللتين تملكان كذلك حق الفيتو موقف روسيا. وكانت العلاقات بين واشنطنوموسكو قد تأثرت بسبب انضمام روسيا إلى ألمانياوفرنسا في معارضة أي عمل عسكري ضد العراق. لكن باول أعرب في أعقاب محادثاته في موسكو عن اعتقاده بان الولاياتالمتحدةوروسيا قد تجاوزتا خلافاتهما بشأن العراق.