أكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ضرورة عودة المفتشين الدوليين الى العراق، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية تحديد مجلس الأمن سقفاً زمنياً لتنفيذ مهماتهم وتقديم تقريرهم. وكرر ايفانوف خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في موسكو موقف بلاده الداعي الى تسوية سياسية للوضع حول العراق، وقال انه لا يحق لأحد الحديث عن تطوير العراق اسلحة دمار شامل قبل ان يستكمل المفتشون الدوليون عملهم ويقدمون تقريراً شاملاً الى مجلس الأمن. واضاف انه بناء على نتائج عمل المفتشين يتخذ المجلس قراراً برفع العقوبات المفروضة على بغداد. لكن الوزير الروسي شدد على ضرورة ان يحدد المجلس بوضوح المهمات التي سيطلب من المفتشين تنفيذها داخل العراق وان يضع سقفاً زمنياً محدداً لإنهاء عملهم. في هذه الأثناء تواصلت ردود الفعل في الأوساط السياسية والعسكرية الروسية على نيات واشنطن ضد العراق. واكد وزير الدفاع سيرغي ايفانوف ان دق طبول الحرب قبل التأكد من تورط العراق بتطوير أسلحة دمار شامل ومن دون الحصول على موافقة من مجلس الأمن يعد سابقة خطيرة. وأضاف ان المطلوب حالياً هو توجه المفتشين الدوليين الى بغداد في اسرع وقت ممكن. وشن رئيس مجلس الدوما البرلمان غينادي سيليزنوف هجوماً شديداً على واشنطن ووصف نيات بدء حرب جديدة بأنها رعناء. وقال ان "الأميركيين لا يفهمون تماماً الفرق بين افغانستانوالعراق". وذكر ان العالم العربي كله والدول الأوروبية واعضاء حلف الاطلسي يعارضون الحرب الاميركية الجديدة. وشدد سيليزنوف على ان النظام الدولي بأسره بات مهدداً وتساءل عن مصير العالم اذا سلّم بحق دولة بمفردها تحديد ما هي الأنظمة التي يجب ان تبقى أو الأنظمة التي يتوجب عزلها. وقال ان ما سيقع في العراق اذا أصرت واشنطن على الاطاحة بالرئيس صدام حسين بالقوة "ليس حرباً أهلية كما يراهن بعضهم، ولكن ستكون مجزرة كبرى". وأعلنت الخارجية الروسية امس ان مساعد وزير الخارجية الاميركي لمراقبة التسلح والأمن الدولي جون بولتون سيزور موسكو الاسبوع المقبل لاجراء مشاورات حول العراق والاستقرار الاستراتيجي. وأوضح المتحدث باسم الوزارة في تصريح الى وكالة الانباء الروسية "انترفاكس" ان بولتون سيلتقي نائب وزير الخارجية الروسي جيورجي ماميدوف.