شهدت الشيشان هجوماً انتحارياً هو الثاني خلال 48 ساعة، تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لموسكو، للبحث في التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب. وقال باول إن العملية تشكل دليلاً آخر على ضرورة العمل في شكل مشترك لمواجهة الإرهاب الدولي. ونفذت الهجوم شابة ارتدت حزاماً ناسفاً، وتسللت وسط الآلاف خلال تجمع ديني حضره رئيس الإدارة المدنية المحلية المنصب روسي أحمد قادروف، ما حمل على الاعتقاد بأنه كان المستهدف. وتضاربت التقديرات لعدد القتلى، إذ تحدث بعض المصادر الرسمية الروسية عن 30 قتيلاً، فيما أكدت مصادر أخرى أن حصيلة الضحايا لم تتجاوز 14. ووقع الحادث في بلدة إيليسخان - يورث قرب غوديرميس ثاني كبريات المدن الشيشانية، حيث تجمع أكثر من 15 ألف شخص لإحياء ذكرى دينية بحسب تقليد متبع في تلك المنطقة راجع ص9. وأشار مساعد المدعي العام الروسي سيرغي فريدينسكي إلى أن المعلومات المتوافرة، تشير إلى أن المقاتلين الشيشان حصلوا خلال الأسابيع الأخيرة على مبالغ مالية كبيرة لشن عمليات كبرى في الجمهورية الشيشانية. ونقلت وكالة "أنترفاكس" عن ناطق باسم وزارة هيئة الأمن الفيديرالي الروسية، أن لدى الأجهزة الأمنية أدلة على "تورط قائد عربي" ناشط في الشيشان يلقب ب"أبو الوليد"، موال لزعيم الحرب شامل باسايف. ووقع الانفجار على بعد خطوات من المنصة الرئيسية التي كان عليها أعضاء القيادة الشيشانية الموالية لموسكو، وبينهم قادروف الذي أشارت تقديرات إلى أنه كان المستهدف الأساسي في العملية، لكنه لم يصب، في حين قتل أربعة من حراسه. وجاء الحادث بعد 48 ساعة فقط على عملية تفجير كبرى استهدفت مبنى حكومياً شمال الشيشان، ما أسفر عن مقتل ستين شخصاً بحسب حصيلة نهائية أعلنتها وزارة الطوارئ. وما زال عشرات الجرحى في حال حرجة، ما يرجح تزايد القتلى.