انسحب المقاتلون الشيشان من بلدة غوديرميس، ثاني مدن البلاد، بعد عملية فاجأت القوات الروسية ومخاوف من عمليات مماثلة، وبدأ رئيس الادارة الشيشانية احمد قادروف جولة في الشرق الاوسط تشمل مصر والاردن وسورية والعراق. وبعد ساعات على الهجوم الذي شكل نقلة نوعية في اسلوب عمل المقاومة الشيشانية خلال الاشهر الاخيرة، انسحب المقاتلون من مدينة غوديرميس مخلفين وراءهم 17 قتيلاً، حسب المصادر الروسية وعشرات القتلى الروس حسب تأكيد الشيشان الذين خلفوا وراءهم صدمة قوية لموسكو دفعتها الى المسارعة في تشكيل لجنة خاصة لتقويم الموقف والخروج بالاستنتاجات الضرورية. وذكرت مصادر في الشيشان ان موجة ذعر اصابت المتعاونين مع موسكو أثناء الهجوم ما أدى الى هروب عدد من كبار الموظفين الحكوميين. وعلى رغم ان رئىس الحكومة الشيشانية ستانيسلاف الياسوف نفى ذلك، فإنه قال "لا نستطيع الآن ان نتوقع أين ومتى يمكن ان نتلقى ضربة جديدة". وبدأت الاجهزة الامنية فور انسحاب المقاتلين حملات تمشيط واسعة في المدينة، امتدت لتشمل كل المدن الشيشانية الكبرى. وذكر ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الفيديرالية الجنوبية فيكتور كوزنيتسوف ان كل الوحدات العسكرية والامنية ستبقى في حال تأهب قصوى تحسباً لمفاجأة جديدة، فيما سيجري تشديد الاجراءات الامنية داخل المدن وعلى الحواجز بينها. على صعيد آخر، وصل الى منطقة الشرق الاوسط امس رئيس الادارة الشيشانية المعينة من موسكو احمد قادروف على رأس وفد يضم عدداً من رجال الدين في الجمهوريات القوقازية، ويقوم الوفد بجولة معه تشمل الأردن وسورية والعراق. وأبلغ قادروف وكالة انباء "ايتارتاس" الروسية ان زيارته تهدف الى شرح الاوضاع في الشيشان وسبل التوصل الى حل لها. وأضاف انه سيوضح لمستقبليه من مسؤولين وشخصيات دينية واجتماعية عربية، انه "لا يوجد جهاد في الشيشان"، وان الاموال التي تجمع لهذا الغرض "تحول الى حسابات اشخاص معينين". وتأتي زيظظارة قادروف بتكليف من الرئىس الروسي فلاديمير بوتين.