سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعا الى استسقاء المطر للعراق في احتفال منحه دكتوراه فخرية من الجامعة اللبنانية . الرئيس الإيراني يتابع قضية الصدر وحوار الثقافات في لقاءات سياسية وروحية
شدد الرئيس الإيراني محمد خاتمي على "ان الموقف ما دام موحداً بين لبنان وسورية وإيران فلا خوف على القوى المعارضة للهيمنة العالمية على المنطقة" ولم يذكر الهيمنة الأميركية. وعلمت "الحياة" ان خاتمي ابلغ الوفود الحزبية والدينية التي التقاها امس، في مقر اقامته في فندق "فينيسيا" ان "المقاومة في لبنان لبنانية واستشهد وقاتل فيها لبنانيون من كل الطوائف والفئات، وأن المسلمين والمسيحيين في لبنان في زورق واحد ومفروض ان يبحر بجميع اهله ليصل الى شاطئ السلام والأمان ولا يتوهم احد او يعتقد انه يستطيع ان يبحر وحده فكلكم شركاء". ولم يعلّق خاتمي خلال لقاءاته على ما نشر في وسائل الإعلام امس عن مفاوضات اميركية - ايرانية في جنيف كما ان احداً من زواره لم يثر معه الموضوع. وقال: "ان بلدكم لبنان هو نموذج لحوار الحضارات والتعايش ويجب الحفاظ عليه ولا تفرطوا به". وأثار خاتمي قضية اختفاء الإمام موسى الصدر مع اكثر من وفد زائر بينها وفدا "امل" و"حزب الله". وإذ تجنب ذكر ليبيا في هذا المجال قال: "ان الإمام الصدر هو اول من انشأ افواج المقاومة اللبنانية لا لتكون للشيعة ولا لمذهب معين، وإنما لكل اللبنانيين من اجل وحدة البلد وفي سبيل حمايته... وهذا ما اثبتته "امل" بقيادة الرئيس نبيه بري في دفاعها عن لبنان وتمسكها بوحدته ورفضها التقسيم". وأشار الى انه اثار قضية الصدر مع بري وقال: "هذا الموضوع سيبقى ان شاء الله شغلنا الشاغل ونحن نأمل ان نتوصل الى نتيجة ايجابية. وأن ايران لا تترك فرصة إلا وتستغلها لهذا الغرض". وقال: "ما احوجنا في هذه الأيام الى السيد موسى الصدر وفكره". وكان خاتمي استبق نشاطه المعلن في اليوم الثاني من زيارته لبنان، بلقاء، صباح أمس، مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي استوقفه الصحافيون وأجاب عن أسئلتهم، في خطوة غير مسبوقة. ونفى أن يكون البحث تطرق الى أوضاع الحدود اللبنانية مع إسرائيل. ولفت الى أن البحث "تركز على أوضاع المنطقة والتهديدات التي تتعرض لها سورية ولبنان والشعب الفلسطيني". وعن الموقف الإيراني من التهديدات الموجهة الى المقاومة، قال نصرالله: "تعرفون أن إيران تتعرض أيضاً لتهديدات مشابهة وبعناوين مختلفة، وبالتالي الجمهورية الإسلامية هي أيضاً في دائرة التهديد، والموقف هو تضامن الجمهورية الإسلامية وسورية ولبنان والمقاومة والشعب الفلسطيني وكل الشرفاء في هذه الأمة والثبات في مواجهة التهديدات ومواجهة هذه المرحلة بالمزيد من المسؤولية والجاهزية وعدم التخلي عن الحقوق". وشكر لخاتمي اهتمامه الشخصي بقضية الإمام الصدر ورفيقيه "باعتبارها تعني اللبنانيين جميعاً وهي قضية وطنية وانسانية وإسلامية وجهادية، لأن الإمام الصدر هو إمام المقاومة وكبير المقاومين في هذا البلد، وهذه القضية تعني المقاومين جميعاً ونأمل ان تصل جهود السيد خاتمي والمسؤولين في الجمهورية الإيرانية وتعاون الجميع في هذه القضية الى نهايتها المطلوبة والحسنة". ومما قاله خاتمي لوفد "حزب الله" "ان قوى الممانعة، و"حزب الله" جزء منها، مستهدفة، ومن الطبيعي ان تكون كذلك. لكننا نؤكد وعن قناعة ان "حزب الله" هو مقاومة مشروعة يواجه تهديدات الإرهاب الذي يحتل الأرض ويقتل المدنيين وأنا سعيد بالإجماع اللبناني حول المقاومة والذي كنت اسمع عنه من خلال التقارير الواردة إلينا او عبر وسائل الإعلام، لكنني اليوم رأيته ولمسته وسمعت من جميع الذين التقيتهم كلاماً واحداً عن دعمهم المقاومة". والتقى خاتمي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان الذي لفت الى أن خاتمي "شدد على الدور الريادي الذي يلعبه المجلس الإسلامي داخل النسيج اللبناني المتنوع". وقال قبلان ان الكلام عن قضية الإمام الصدر جرى "في شكل موجز ولم ندخل في التفاصيل وسنلتقي مع الهيئة الوطنية لمتابعة قضية الإمام الصدر الرئيس خاتمي غداً". والتقى خاتمي كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس ارام الأول. وأفاد بيان صادر عن كاثوليكوسية الأرمن ان البحث تطرق الى دور ابناء الطائفة الأرمنية ومشاركتهم في حياة الجمهورية الإسلامية. وعرض خاتمي ايضاً العلاقات والتطورات في المنطقة مع كل من الرؤساء حسين الحسيني وسليم الحص وعمر كرامي. والتقى خاتمي وفداً من حركة "امل" برئاسة نائب رئيس الحركة الوزير ايوب حميد الذي أكد عمق العلاقات بين امل وإيران. وانتهت اجتماعات الرئيس خاتمي بلقاء مع علماء الدين من كل الطوائف الإسلامية والمسيحية وأقام مأدبة غداء على شرفهم، تخلله احاديث عن حوار الحضارات وقال خاتمي بحسب ما توافر ل"الحياة": "من دواعي الأسف ان عام حوار الحضارات شهد قمة الانهيارات والإرهاب الأعمى". احتفال اللبنانية ولقاء اليسوعية وكانت الجامعة اللبنانية منحت خاتمي دكتوراه فخرية في العلوم السياسية في احتفال حاشد أقيم في قصر "أونيسكو" حضره الرؤساء لحود وبري والحريري وشخصيات سياسية وثقافية. وألقى خاتمي كلمة باللغة الفارسية تحدث فيها عن العلم والفلسفة، وقال: "ان احدى أهم ركائز الحياة الاجتماعية هي الأخلاق التي تترك أثرها عادة في شكل مغلف في المجالات الإنسانية وبنحو ألطف مما تبدو من النظرة الأولى". ورأى أن أكثر ما تحتاج اليه السلطة في عصرنا الأخلاق والدين والثقافة. وقال: "كل من في إمكانه الصراخ يجب أن يصرخ بملء فمه وينادي بالأخلاق من أجل انهيار أعظم جدران الظلم والظلام، والأخلاق التي أدعو الجميع اليها هي الأخلاق التي في إمكانها أن تشكل الأرضية الخصبة لأي حوار عميق بين الثقافات والحضارات والأديان. الأخلاق المطلقة التي لا تعترف بالحدود والتي يتمخض عنها احترام حقوق الإنسان". ودعا خاتمي الى "صلاة استسقاء من أجل النجاة من عام الجدب والقحط القاسي الذي يلف العالم ولا سبيل لنا سوى غسل الدماء بماء المطر". واستحضر بعضاً من قصيدة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب "أنشودة المطر" متمنياً هطوله على عراقه. وزار السيد خاتمي مساء جامعة القديس يوسف حيث عقد لقاء مع مجموعة من الاساتذة والمثقفين. وقدم رئىس الجامعة الأب سليم عبو الى خاتمي ميدالية الجامعة المذهبة، في حين قدم خاتمي الى كلية الحقوق، النسخة الأولى من كتابي "الفكر السياسي للمسلمين" و"قضية القرن الحادي والعشرين: حوار الحضارات". وتحدث عن الدين والحرية، ودعا الجامعة الى بحث المشكلة البشرية المتعلقة بكيفية التعايش بين الحرية والديانة، قائلاً: "الديانة تلطف الحرية، أما الحرية فتجدد الفكرة الدينية وتجعلها أكثر حيوية ونشاطاً. فاذا استطاع الدين ان يتعرف الى مشكلات العصر ويحددها ويجعل نفسها متلائماً مع مقتضيات العصر ويجعل الحرية بمعنى التحرر من سيطرة الآخرين والأهواء النفسانية فالعالم سيتحول الى ذلك العالم الذي دعا اليه المسيح ومحمد وجميع الاديان".