اعلنت موسكو رسمياً امس، ان مقاتلين عرباً هم وراء حوادث التفجير التي طاولت مباني سكنية في مدن روسية عدة قبل ثلاثة اعوام. وفي غضون ذلك كشف النقاب في غروزني عن مقبرة جماعية جديدة تضم رفات 15 مدنياً شيشانياً. وجاء توقيت اعلان السلطات الأمنية عن انتهاء التحقيق في القضية التي شغلت الرأي العام في روسيا طويلاً وكانت احد اهم اسباب اندلاع الحرب القوقازية الثانية، مصادفاً لذكرى وقوع اول انفجار ليل 8-9 ايلول سبتمبر 1999، استهدف احد المباني السكنية في موسكو وأسفر عن مقتل 95 من سكانه، ولم يلبث ان تبعه بعد اربعة ايام انفجار آخر دمر مبنى من خمسة طوابق وأسفر عن مقتل 121 شخصاً. وتبعت هاتين العمليتين سلسلة تفجيرات في عدد من المدن الروسية. وبحسب المعطيات التي نشرتها هيئة وزارة الأمن الفيديرالية، ففي الفترة من 1999 الى ايار مايو 2002، وقع 2014 تفجيراً بينها 361 وصفت بأنها "من تدبير ارهابيين" وقتل فيها ما يزيد على 1080 شخصاً. وقال رئيس إدارة التحقيق والمتابعة في هيئة الأمن الفيديرالي ايفان ميرونوف ان عمليات التحقيق وجمع الأدلة قادت الى تحديد هويات مخططي العمليات ومنفذيها، مشيراً الى ان في حوزة الأجهزة الأمنية "أدلة ثابتة" على ان القائد الميداني العربي خطاب هو المخطط الأساسي وأنه اعطى أوامره شخصياً ببدء عمليات التفجير، ومعه اثنان من أبرز معاونيه وهما يعرفان باسمي "أبو جعفر" و"أبو عمر". وقال ميرونوف ان مجموعة شيشانية يقودها شخص يدعى اتشيميز غاشايف كلفت بتنفيذ العمليات. وأشار الى ان غاتشايف يتوارى حالياً في الأراضي الجورجية. وأثار إعلان الأجهزة الأمنية عدداً من التساؤلات خصوصاً في ما يتعلق بالمخططين العرب. ومن المعروف ان المقاتلين العرب الثلاثة الذين ذكرت اسماؤهم كانوا لقوا مصرعهم في اوقات مختلفة خلال المعارك في الشيشان. ولا يستبعد مراقبون ان تكون موسكو أرادت بهذه الطريقة اغلاق الملف الذي ظل يؤرقها ثلاث سنوات وأثار موجة واسعة من الاستياء ومشاعر عدم الثقة في الشارع الروسي. الى ذلك، رأت تبليسي في الحديث عن وجود منفذي التفجيرات على أراضيها محاولة جديدة من جانب موسكو لممارسة ضغوط عليها. وأعرب ناطق جورجي عن انزعاج بلاده من التركيز على وجود مطلوبين في جورجيا. وقال ان عمليات التمشيط التي قامت بها وحدات امنية جورجية في منطقة وادي بانكيسي المحاذية للشيشان، اكدت عدم وجود ما يثبت مزاعم موسكو. ميدانياً، هزت انفجارات عدة متتالية العاصمة الشيشانية غروزني امس. واعلنت مصادر عسكرية روسية ان أربعين مقاتلاً شيشانياً على الأقل لقوا مصرعهم خلال العمليات العسكرية في الأسبوع الأخير. وقالت ان 20 روسياً قتلوا في الفترة نفسها. وترافق ذلك مع إعلان الأممالمتحدة استئناف نشاطها الإنساني في الأراضي الشيشانية بعدما كانت جمدته بسبب حوادث اختطاف تعرض لها ناشطون في المنظمات الإنسانية. مقبرة جماعية وجاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من الكشف عن مقبرة جماعية جديدة في الشيشان. وعثر قرب العاصمة غروزني على مقبرة ضمت رفات 15 شيشانياً تشير التقديرات الى انهم لقوا مصرعهم في ايار الماضي، وأعلنت النيابة العامة الشيشانية انه أمكن التعرف على جثث سبعة منهم فقط. وفور الكشف عن المقبرة الجماعية، اتهم قائد القوات الروسية في الشيشان ايليا شابالكين رجال المقاومة بتدبير المجزرة. لكن الكسندر تشيركاسو الناشط في منظمة "ميموريال" وهي منظمة تعنى بقضايا الدفاع عن حقوق الإنسان في الشيشان، اكد ل"الحياة" ان المدنيين الذين تم التعرف على جثثهم اختطفوا من بلدات عدة في ضواحي غروزني خلال عمليات تمشيط نفذتها القوات الروسية خلال النصف الأول من شهر ايار الماضي. وقال ان احدى الجثث التي تم التعرف عليها تعود لمواطن شيشاني اعتقلته القوات الروسية مطلع ايار من منزله، فيما تعود جثث اخرى الى مدنيين آخرين اختفوا بعد حملة اعتقالات نفذت في بلدة اكتابرسكايا قرب غروزني في 12 و13 من الشهر نفسه.