واصلت القوات الروسية في الشيشان تثبيت مواقعها الجديدة على مقربة من غروزني، فيما استمر الشيشانيون في بناء تحصينات دفاعية في المناطق الوسطى والشرقية، وانطلقت تحذيرات في روسيا من مغبة التركيز على الحلول العسكرية للمسألة الشيشانية. وجاء في بيان صحافي أصدرته وزارة الدفاع الروسية أمس السبت أن الجيش الروسي يواصل "الاستعدادات للعمليات المقبلة ويعيد توزيع قواته"، وان الوحدة 58 سيطرت على الطريق الرئيسية بين غروزني ونازاران المركز الإداري لجمهورية الانغوش بعد استيلائها على تلال استراتيجية جنوب نهر تريك، وعلى بعد 20 كيلومتراً من العاصمة الشيشانية. وقالت مصادر عسكرية روسية إن الميليشيات الشيشانية "غير الشرعية" عكفت على انشاء تحصينات في غروزني ومدن تالى وفيدنيو وبلدات أخرى، وسط الشيشان وشرقها، كما أقامت استحكامات جديدة في المناطق الجبلية الوعرة، وتتوجه إليها تعزيزات عسكرية، وان متطوعين و"مرتزقة" يصلون إلى الشيشان عبر جورجيا واذربيجان بتأشيرات سياحية. وانتقد المكتب الصحافي لوزارة الدفاع موقف السلطات الجورجية التي رفضت عرضاً روسياً ب"المراقبة المشتركة" للحدود الجورجية - الشيشانية لمنع تهريب الأسلحة. وعلى صعيد آخر، حذر رسلان اونيف رئيس جمهورية الانغوش المجاورة للشيشان من اصرار الجنرالات الروس على الحل العسكري للمشكلة الشيشانية، وطالب بإجراء مفاوضات مع أصلان مسخادوف، وقال في حينه إلى صحفية "نوفيه ازفيستيا" ان مقاومة المسلحين الشيشانيين ستستمر طويلاً بعد استيلاء القوات الروسية على غروزني. وذكرت صحيفة "سيفودينا" ان القيادات العسكرية الروسية بسيعهم إلى "انتصار حاسم" في الشيشان، "يورطون فلاديمير بوتين رئيس الحكومة في حرب واسعة لا يمكن لروسيا أن تربحها". ورداً على مخاوف في الغرب من استخدام قروض لتمويل العمليات الحربية، صرح بوتين أمس ان وزارة الدفاع الروسية "تملك وسائل كافية لإدارة عملياتها من أجل القضاء على الارهابيين"، وان "سنتاً واحداً من القروض الغربية لن ينفق على هذه الأهداف". ويذكر ان وزير الخارجية الشيشاني الياس أحمدون طلب في رسالته إلى نظيره الألماني يونكا فيشر ان "يوقف الغرب تمويل روسيا" التي تنفق أموالاً أجنبية لقتل المدنيين في الشيشان.