حققت المخرجة الفلسطينية الاصل روزاليند النشاشيبي اختراقاً إعلامياً أمس بفوزها بإحدى الجوائز الفنية المرموقة في بريطانيا عن شريطها القصير "حال الاشياء"، وتسلمتها من يد احد اساتذة السينما الاوروبية صاحب "أجنحة الرغبة" و"باريس تكساس" الالماني فيم فندرز. فقد أعلن الفنان مايكل لاندي رئيس لجنة تحكيم جائزة "بيكس فيوتشرز" للفنون المعاصرة والخاصة بالمواهب الشابة غير المكرسة، التي يحتضنها معهد الفنون المعاصرة ICA القريب من قصر بكنغهام الملكي ان الأعضاء صوتوا بالاجماع ومن دون تردد لمصلحة النص السينمائي للنشاشيبي "لأنه ببساطة استثنائي القيمة"، فيما وصف راسل فيرغسون، أمين متحف "هامر" أحد أعضاء اللجنة الشريط، بأنه "مؤثر جداً، يُعنى بمرور الوقت مروراً غير ملحوظ تقريباً من دون أي يقين واضح في شأن وجهته، مع استطلاعها الحنين من دون ان يكون حنيناً بذاته". صورت المخرجة الشابة والمستقرة في غلاسكو الاسكوتلندية ولدت في لندن قبل 29 عاماً من أب فلسطيني وأم ايرلندية فيلمها بالأبيض والأسود عن مجموعة من السيدات تتحلق حول بآلات من الملابس المستعملة يخترن ما يبغين في سوق خيري لمنظمة "جيش الخلاص"، على خلفية أغنية شعبية مصرية، لتنال 24 ألف جنيه استرليني وتصبح أول امرأة تنال هذه الجائزة الشبابية التي تعتبر واحدة من أغلى الجوائز في المملكة المتحدة مجموع مكافأت الجائزة 56 ألف جنيه، وتقارب في اهميتها نظيرتها الفنية "تيرنر" التي سبق ان ترشحت لها مواطنتها منى حاطوم عن شريط الفيديو الذي اثار ضجة نقدية واسعة. وسيتمكن الجمهور من مشاهدة هذه الأعمال في غاليري المعهد حتى 18 الشهر المقبل. ولم يكن "حال الاشياء" هو العمل الوحيد للنشاشيبي، اذ قدمت 4 أفلام منها نص فلسطيني عنوانه "ضاحية البريد" القريبة من القدس حيث انجزته في حارة خططها وبناها جدها في العام 1956، وهي تعاني اليوم من الاهمال خلف حاجز اسرائيلي. فكرة الشريط هو عن يوميات الملل التي تضغط على قطاع فلسطيني عاطل عن العمل ومحاصرلا يملك أملاً أو هدفاً حياتياً حقيقياً: حفنة من الشباب لا تنفك عن لعب كرة القدم وأخرى تلوك الاحاديث في صالون للحلاقة، وصبية ضجرون يعمدون الى حرق مزابل. حياة هامشية لإناس لا يملكون القدرة على تغييرها. النشاشيبي بزت اسماء فنية بريطانية امثال ديفيد شيري وكاري يونغ وفرانسس ابريتشارد التي قدمت شريطاً حول مومياء مصرية تنوح وهي نائمة على ارضية غاليري فيما دست علبة سجائر بين طيات لفائف تحنيطها. روزاليند التي اعلنت انها ستستثمر جائزتها في دفع اقساط شقة، وزيارة المكسيك، ستمثل اسكوتلندا في "بينالي فينيسيا" الشهير الذي سيفتتح اول دوراته في القرن الحادي والعشرين الشهر المقبل.