واصلت القوات البريطانية محاولاتها امس احتلال مناطق جديدة على مشارف مدينة البصرة الجنوبية التي تطوقها منذ حوالى اسبوعين، وفي الوقت نفسه تنفذ هذه القوات عمليات قصف... وتوغل داخل المدينة استهدف آخرها تدمير مبنى يعتقد بأن علي حسن المجيد قائد المنطقة الجنوبية كان يقيم فيه. وعرضت القوات البريطانية امس مساعدة اعضاء حزب البعث الحاكم في البصرة في حال استسلامهم. وفي الناصرية، اكدت ناطقة عسكرية اميركية امس ان تسعاً من 11 جثة عثرت عليها القوات الاميركية خلال عملية لانقاذ احد جنودها في الاول من الشهر الجاري في مدينة الناصرية، هي لعسكريين اميركيين، فيما واصلت القوات الاميركية تمشيط المدينة لملاحقة عناصر من المقاومة العراقية. أعلن الناطق باسم القوات البريطانية الكولونيل ال لوكوود استعداد قواته لتقديم المساعدة الى أعضاء قيادة حزب البعث الحاكم في محافظة البصرة المستعدين للإستسلام لهذه القوات التي تطوق المدينة. وقال في تصريحات الى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي أمس ان "رسالتي لهم بأن يتخذوا المبادرة وهنالك طرقاً عدة للاتصال بقواتنا واذا ارادوا ترك المدينة فسنساعدهم". واوضح لوكوود انه من دون استسلام من هذا النوع فان السيطرة على مدينة البصرة ستأخذ وقتاً لأن البريطانيين لا يريدون تعريض حياة المدنيين للخطر. وقال: "لا نستطيع ان نعجل في سقوط البصرة لاننا واعون بمعاناة سكانها. وهمنا الرئيسي هو أمنهم ... نحن نعاملهم بحذر وهم يزدادون ثقة بنا يوماً بعد يوم كما اننا نتلقى الكثير من المعلومات الايجابية من قبل الناس الذين يتحدثون الينا والمقاومة تضعف يوماً بعد آخر". ونقل تلفزيون "بي بي سي" أمس عن مصادر في القوات البريطانية قولها ان مشاة البحرية الملكية البريطانية شنت هجوماً على مبنى في المدينة يعتقد بأن قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد ابن عم الرئيس صدام حسين اعتمده مقراً له، وان المبنى هدم عقب غارات جوية وقصف مدفعي، وان تنفيذ هذه العملية جاء إثر معلومات استخباراتية حصلت عليها القوات البريطانية افادت عن وجود المجيد في ذلك المبنى. واشارت "بي بي سي" الى أنه "لم ترد معلومات اخرى عن مصير المجيد بعد هذه العملية، وهل قتل ام ما زال طليقاً". وكان وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف اعلن مساء اول من امس ان الجنود العراقيين واجهوا الجنود البريطانيين فى البصرة ودمروا سبع دبابات بريطانية وان القوات البريطانية ردت على اعقابها0 جثث الأميركيين في الناصرية واعلنت الناطقة باسم القيادة الاميركية الوسطى الميجور رومي نيلسن - غرين في قاعدة السيلية قطر امس ان تسعاً من 11 جثة عثرت عليها القوات الاميركية خلال عملية لانقاذ احد جنودها في الاول من الشهر الجاري في الناصرية، هي لعسكريين اميركيين على ما يبدو. وقالت: "نعتقد بأن تسعاً من الجثث هي لاميركيين". واكدت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون في واشنطن أمس مقتل ثمانية جنود اميركيين تعرضوا لمكمن الشهر الماضي مع الجندية جيسيكا لينش. وعثرت القوات الاميركية على الجثث الاحدى عشرة في مستشفى داخل مدينة الناصرية، اثناء عملية في الساعات الاولى من صباح الثاني من الشهر الجاري لتحرير لينش التي كانت القوات العراقية اسرتها قبل اكثر من اسبوع. وقالت نيلسن - غرين: "نعتقد بأن الجثتين الآخريين هما لعراقيين وأعيدتا الى المستشفى حيث كانتا". موضحة ان جثث الجنود الاميركيين ستنقل الى قاعدة دوفر البريطانية في ميريلاند على الساحل الشرقي للولايات المتحدة للتعرف عليها رسمياً. ولم تحدد الناطقة باسم الوحدة التي ينتمي اليها الجنود والملابسات المحيطة بمقتلهم. وتتلقى لينش حالياً العلاج في مستشفى عسكري اميركي في المانيا. وهي من افراد الفرقة اللوجستية التي تعرضت للمكمن ذاته من جانب القوات العراقية قرب الناصرية في 23 آذار مارس الماضي.