تعرضت مشارف محافظة البصرةجنوب شرقي العراق لعمليات قصف اميركي وبريطاني أمس حيث سمع دوي الانفجارات، بحسب مراسل قناة "الجزيرة" في المنطقة الذي وصف القصف بأنه الاول من نوعه خلال الايام الخمسة الاخيرة. وقال الناطق باسم القوات البريطانية في مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر الكابتن ال لوكوود ان القوات البريطانية ما زالت تحكم حصارها على البصرة ثاني اكبر المدن العراقية. فيما أعلن العراق ان قواته شبه العسكرية كبدت القوات البريطانية خسائر بشرية فادحة في ابو الخصيب جنوب شرقي المدينة. وعلى محور الناصرية، استمرت المعارك بضراوة امس، وقال ناطق عسكري عراقي ان قواته تقاتل قوات الغزو داخل الناصرية وفي ضواحي المدينة امس وكبدتها خسائر فادحة. وفشلت قوات مشاة البحرية الاميركية المارينز في استعادة جثة عنصر قتل في الشطرة التي تبعد حوالى أربعين كيلومتراً شمال الناصرية. تواصلت المعارك بين قوات التحالف الاميركي - البريطاني والقوات العراقية في محيط منطقة البصرة منذ صباح امس، فيما تعرضت المدينة للقصف مساءً. وافاد مراسل قناة "الجزيرة" الموجود في المدينة عن وقوع انفجارات عدة وسط المدينة، مشيراً الى تعرض مبنى حكومي في حي الحاكمية لقصف بأربعة صواريخ. وعرضت القناة لقطات لاعمدة الدخان الاسود المتصاعد من المواقع التي تعرضت للقصف من دون ان تحدد طبيعة هذه المواقع. ووصف المراسل القصف بأنه "مفاجئ وسريع ومكثف" في الوقت نفسه، وعلى امتداد خمس دقائق سمع صوت انفجارات زادت عن خمسة عشر انفجاراً فى مناطق مختلفة من المدينة. واشار الى ان معارك عنيفة جرت ليل الاثنين - الثلثاء بين القوات العراقية وقوات "التحالف" في منطقة البصرة، خصوصاً في حي البعث السكني الغربي الذي يشكل آخر منطقة سكنية قبل مطار المدينة. واضاف انه سمع دوي قصف مدفعي وقصف الدبابات موضحاً ان سيارات اسعاف توجهت الى المكان. واعلنت القوات المسلحة العراقية امس انها كبدت القوات الاميركية والبريطانية خسائر كبيرة قرب مدينة البصرة. وتلا ناطق عسكري عراقي بياناً بثه التلفزيون العراقي جاء فيه: "تكبد الاميركيون والبريطانيون خسائر كبيرة في ابو الخصيب جنوبالبصرة" ولا تزال جثث القتلى ملقاة في مسرح المعارك. واضاف الناطق: "فدائيو صدام واعضاء حزب البعث الحاكم صدوا المعتدين وأجبروهم على الانسحاب". وقال ناطق عسكري بريطاني ان جندياً بريطانياً قتل ليل الاثنين - الثلثاء من دون أن يذكر أين قتل، لكن معظم المعارك التي تخوضها القوات البريطانية تجري في الجنوب حول البصرة. واعلن الناطق العسكري البريطاني الكولونيل بيتر دارلينغ امس في قطر ان القوات البريطانية التي تحاصر البصرة لا تعتزم التسرع في عملياتها للاستيلاء على المدينة. وقال: "نقوم بالسيطرة على المدينة قطاعا تلو الآخر. لن نسمح للقوات العراقية بأن تدفعنا الى التهور"، ملمحاً الى احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا. واضاف: "سنتحرك حسب الجدول الزمني الذي حددناه وخططنا. لحسن الحظ على مر الايام يقدم لنا المدنيون اكثر واكثر معلومات عن مواقع قوات العدو" داخل المدينة. وتحاصر القوات البريطانية البصرة منذ بدء الحرب لكنها تلقى مقاومة عراقية كبيرة داخلها. وحتى الآن دارت المعارك في ضواحي المدينة إلا ان ضابطاً بريطانياً قال الاثنين ان تعزيزات في طريقها لشن معارك داخل المدينة. وقال الكولونيل دارلينغ ان الاوضاع في المنطقة المحيطة بالبصرة التي تحتلها قوات "التحالف" تعود الى طبيعتها. واضاف ان "الخبر السار هو ان الجنود يستبدلون خوذهم بقبعات في اشارة الى ضمان أمنهم في ثلاث مدن هي الزبير والرميلة وصفوان مما يعكس أجواء الثقة التي تعود الى المنطقة"، مضيفاً ان الاسواق والمدارس فتحت أبوابها في هذه المدن. معارك في الناصرية واعلن ناطق عسكري عراقي امس ان قواته تقاتل قوات الغزو داخل الناصرية وفي ضواحي المدينة وكبدتها خسائر فادحة. وأكد في بيان بثه التلفزيون العراقي، ان القتال ما زال محتدماً. وقال ان القوات العراقية التي شاركت في المعارك في الناصرية وحولها كان ضمنها جنود من الجيش النظامي ومواطنون عاديون وميليشيا حزب البعث ومتطوعون عرب والحرس الجمهوري. وكانت مدينة الناصرية، التي تبعد نحو 375 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة بغداد، مسرحاً لمعارك عنيفة مطلع الاسبوع الماضي بين القوات العراقية والاميركية التي نجحت بعد ذلك في اختراق هذا الموقع الاساسي في اتجاه بغداد. ومنذ ذلك الحين تشهد المنطقة باستمرار اشتباكات بين الجانبين. وقال الناطق، نقلاً عن مرسوم رئاسي، ان الرئيس صدام حسين منح تعويضاً لعائلات الافراد الذين قتلوا من اللواء الحادي عشر وهم يقاتلون في الناصرية. وقدر الناطق التعويض بنحو مليوني دينار 650 دولاراً لكل عائلة. وشق مشاة البحرية الاميركية طريقهم عبر جسور المدينة الثلثاء الماضي لكنهم لم يسيطروا على المدينة من المقاتلين الذين تغلب عليهم الميليشيات. ومنذ ذلك الحين نفذت القوات العراقية مكامن عدة لقوات الغزو في المنطقة. وكان مراسل قناة "الجزيرة" توجه الى بلدة سوق الشيوخ التي تبعد خمسة كيلومترات جنوب الناصرية حيث جرت عمليات قصف ليل الاحد وصباح الاثنين أدت الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وعرضت القناة لقطات لمبان دمرت في القصف. وذكر مراسل آخر للقناة نفسها، نقلاً عن مسؤول في القوات الاميركية، ان المقاومة العراقية قرب الناصرية نصبت مكمناً لقافلة تابعة لقوات مشاة البحرية الاميركية المارينز أثناء اقترابها من المدينة، ودارت معركة أسفرت عن تدمير دبابتين عراقيتين "تي - 55". وأضاف ان المقاومة العراقية حاولت نصب مكمن آخر للقافلة نفسها بسيارتين مفخختين لكن "المارينز" دمروا السيارتين. الشطرة وعن الأوضاع في الشطرة القريبة من الناصرية، صرح ضابط اميركي امس ان قوات مشاة البحرية الاميركية المارينز لم تنجح في استعادة جثة احد عناصرها قتل في الشطرة جنوب شرقي العراق لكنها شنت الاثنين عملية سمحت "بتحسين" الوضع الأمني في البلدة، التي تبعد حوالى اربعين كيلومترا شمال الناصرية. وقال الكولونيل بيت اوين لصحافي يرافق قوات المارينز في قطاع الشطرة "لم نواجه سوى مقاومة طفيفة لكن علينا ضمان الامن حتى اذا كان الوضع افضل". واوضح ان المارينز لم يتكبدوا اي خسائر خلال العملية. وكان مشاة البحرية الاميركية يريدون خصوصاً استعادة جثة احد عناصرهم قتل في المعارك في نهاية الاسبوع الماضي وعرضها على ما يبدو مقاتلون عراقيون في المدينة. وافادت معلومات جمعت اثناء العملية الاثنين ان سكاناً دفنوا هذه الجثة التي يفترض ان يتم تسليمها قريباً للجنود الاميركيين. وقال الكولونيل اوين ان العلاقات مع سكان المدينة "تحسنت الى حد كبير". ورأى ان "التوافق الذي نشهده سببه اننا وصلنا متأخرين 12 عاماً وهناك شعور بالضغينة لذلك لم يحدث اي تمرد شعبي لانهم لم يلقوا اي دعم في المرة الاخيرة"، مشيراً الى حركتي التمرد الكردية والشيعية بعد حرب الخليج 1991. وتابع "انهم يريدون التأكد من اننا مستعدون للتخلص من حزب البعث الحاكم قبل ان يبدأوا" تمردهم. القوات البريطانية تُحكم على الزبير وعن الاوضاع في بلدة الزبير الجنوبية القريبة من مدينة البصرة، أكد مسؤول عسكري بريطاني امس، ان الحياة العادية استؤنفت في البلدة بعدما احكمت القوات البريطانية السيطرة عليها. وقال الناطق باسم القوات البريطانية في مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر الكابتن ال لوكوود "كانت هناك معارضة صغيرة والآن ثبتنا اقدامنا في الموقع ونُسير دوريات نشطة في الزبير". وجاء تصريح لوكوود بعد انباء عن مقتل خبير متفجرات بريطاني في جنوب شرقي العراق مما رفع عدد القتلى البريطانيين الى 26 منذ بدء الحرب في 20 آذار مارس الماضي. ولم تتمكن القوات الغازية من السيطرة على جنوب شرقي العراق بعد 13 يوماً من الحرب.