تكبدت شبكات التلفزيون الاميركية تكاليف باهظة تقدر بمئات ملايين الدولارات لتغطية الحرب على العراق بشكل متواصل. وأعلنت شبكة "ان بي سي" خسائر في الأرباح تبلغ خمسين مليون دولار منذ بدء الحرب. وقال كيث شيرين، المسؤول المالي لشركة "جنرال الكتريك" التي تملك شبكة "ان بي سي" الاخبارية، للمستثمرين في نيويورك هذا الاسبوع ان التخلي عن برامج شعبية لمصلحة الاخبار ادى الى زيادة التكاليف وهبوط كبير في عائدات الاعلانات. ورفضت شبكتان اخريان هما "اي بي سي" التي تملكها مجموعة "ديزني" و"سي بي اس" التي تملكها "فياكوم"، تحديد حجم خسائرهما التي قدر محللون انها قد تراوح بين عشرة ملايين وعشرين مليون دولار يومياً. وفي حرب الخليج 1991، انفقت "ايه بي سي" و"سي بي اس" و"ان بي سي" ما مجموعه 25 مليون دولار في الليالي الثلاث الاولى للهجوم على القوات العراقية في الكويت. وكانت الأيام الأولى من النزاع الأكثر كلفة بالنسبة إلى هذه الشبكات التي اعتمدت التغطية المتواصلة من دون اعلانات دعائية لبث مشاهد عمليات القصف الجوي الاولى على بغداد. واستؤنف الاسبوع الماضي بث البرامج العادية، لكن بانقطاعات متكررة لنقل اخبار عاجلة، مثل حفلة توزيع جوائز الأوسكار على شبكة "اي بي سي" في 23 آذار مارس الماضي. وألقت هذه الشبكة باللائمة على الحرب في تراجع عدد المشاهدين الى أدنى مستوى منذ خمسين عاماً، هي عمر بث حفلة الاوسكار مباشرة على الهواء في الولاياتالمتحدة، إذ تراجع عدد المشاهدين بنسبة 21 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وبقي مستوى عائدات الاعلانات منخفضاً جداً، حيث فضلت كبريات الشركات تأجيل حملاتها الاعلانية حتى انتهاء الحرب. وسجلت الحرب على العراق اكبر عدد من المشاهدين في الاسبوع الذي بدأ في 24 آذار الماضي، على رغم تسجيل "ان بي سي" و"اي بي سي" ارتفاعاً بسيطاً نسبته 8 في المئة و4 في المئة على التوالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وسجلت "سي بي اس" من ناحية اخرى تراجعاً بنسبة 5 في المئة. وبين الشبكات التي تتطلب اشتراكاً خاصاً، بلغ عدد مشاهدي شبكة "فوكس نيوز" 4،4 مليون الاسبوع الماضي، متقدمة على "سي ان ان" التي سجلت 7،3 مليون مشاهد و"ام اس ان بي سي" التي بلغ عدد مشاهديها 9،1 مليون. إلى ذلك، اعلنت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة مقتل احد صحافييها في العراق في حادث مع ناقلة جند عندما كان مع القوات الاميركية. ومايكل كيلي هو المراسل الأميركي الاول والصحافي الخامس الذي يسقط في العراق، فيما اعتبر اثنان آخران في عداد المفقودين. وكيلي يكتب في العادة افتتاحيات في ال"واشنطن بوست"، إلا أنه قرر موقتاً الانتقال الى التغطية الميدانية. وأوضحت الصحيفة انه كان ضمن فرقة المشاة الاميركية الثالثة. من جهة اخرى، أعلنت قناة تلفزيون "العربية" الفضائية، التي يقع مقرها في دبي، أنها تعاقدت مع المراسل الاميركي بيتر ارنيت للمساعدة في تغطية احداث الحرب بعد ايام من قرار شبكة تلفزيون "ان بي سي" فصله من العمل. وقالت القناة إن ارنيت انضم الى فريقها المؤلف من ثلاثة أفراد في العاصمة العراقية قبل يومين وانه ظهر في اذاعة تقارير حية على الهواء.