استولت القوات الكردية أمس بعد معارك ضد القوات العراقية على جسر يؤدي الى بلدة خازر شمال العراق بحسب ما أعلن مقاتلون من الجبهة. في حين أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني ان مقاتليه لن يتقدموا الى كركوك الا اذا اتخذت المعارضة العراقية قراراً بهذا الخصوص بالتنسيق مع قوات "التحالف" الاميركي البريطاني تحسبا لاغضاب تركيا. وشوهد مقاتلو البيشمركة الاكراد وهم يتقدمون على قمة هضبة تشرف على خازر، النقطة الاستراتيجية على طريق الموصل والواقعة مباشرة بعد الجسر. ولكن لم تتسن معرفة اذا كان البيشمركة دخلوا الى المدينة نفسها. ولم يتمكن المقاتلون الاكراد الذين كانوا على مشارف الجسر من القول اذا كان الجنود العراقيون انسحبوا من خازر الواقعة على بعد ثلاثين كلم من الموصل. وردت القوات العراقية على هذا الاختراق باطلاق قذائف مضادة للدبابات وقذائف هاون بينما قام سلاج الجو الاميركي بقصف المنطقة. وشوهدت عشر آليات تنقل قوات اميركية خاصة على بعد كيلومترين من الجسر. وكانت عمليات القصف الاميركية بدات صباح أول من أمس ثم استؤنفت مع حلول الظلام بعدما تراجعت كثافتها. ثم تواصلت حتى منتصف الليل واستؤنفت فجراً، بحسب البيشمركة. وسقطت قذيفتان على منطقة كلك الواقعة على الخط الفاصل القديم على بعد عشرة كيلومترات من خازر من دون وقوع ضحايا. وسقطت قذيفتان على منطقة خابات المجاورة واسفرت عن قتيل وثلاثة جرحى. وسمع دوي قصف عنيف من جهة مدينة الموصل في الساعات الاولى من يوم أمس. وقال وكالة "رويترز" ان الهجوم غير عادي لان القصف قرب هذه المدينة عادة ما يكون غير مسموع. وتتعرض بلدتا دوميز وفايدة الصغيرتان الواقعتان على خط الجبهة بين دهوك والموصل لقصف متكرر. وقال شهود ان مجمعاً عسكرياً عراقياً في دوميز اصيب بقنابل عنقودية في وقت سابق ويبدو مهجورا الان. وتأتي هذه الهجمات في اطار تصعيد تدريجي على طول الجبهة الشمالية. وخاض مقاتلون اكراد تدعمهم مجموعات صغيرة من الجنود الامريكيين قتالاً أول من أمس مع القوات العراقية اثناء تقدمهم على طريق يؤدي الى الموصل. وتفجر قتال في وقت سابق عندما كانت القوات الكردية على بعد حوالى 40 كيلومتراً على الطريق شرق الموصل. وشنت طائرات اميركية هجمات على مواقع في الموصل ومركز كركوك النفطي الشمالي الواقع على مسافة 30 كيلومترا داخل المنطقة الشمالية التي يسيطر عليها الاكراد منذ حرب الخليج عام 1991. الى ذلك، اعلن مسؤول كردي ان القوات الكردية لا تنوي التقدم من طرف واحد الى مدينة كركوك النفطية شمال العراق مفضلة انتظار سيطرة قوات "التحالف" على بغداد. وقال برهام صالح "رئيس وزراء" الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على جنوب شرقي كردستان ان "الاتحاد الوطني الكردستاني لن يتقدم الى كركوك الا اذا اتخذت المعارضة العراقية قراراً بهذا الخصوص بالتنسيق مع التحالف الاميركي - البريطاني". واضاف: "لا نريد ان نقوم بأي عمل من شأنه ان يؤثر سلبا على المهمة وهي السيطرة على بغداد" في اشارة الى مخاوف تركيا. واوضح: "هناك هدف واحد وهو بغداد. هناك من يقول في هذا المجال ان الطريق الى كركوك يمر في بغداد. ويعتقد اخرون ان طريق بغداد تمر في كركوك". وتابع قائلاً: "ان الوضع يتغير باستمرار ويعاد النظر فيه يومياً".