كرر التلفزيون العراقي أمس بث فتوى، قال أن خمسة من كبار المراجع الشيعية في النجف، بينهم آية الله علي السيستاني، أصدروها توجب "دفاع" العراقيين عن وطنهم في مواجهة قوات التحالف الأميركي - البريطاني، فيما أعلن مسؤول في "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" المعارض، الذي يتخذ من إيران مقراً له، أن الشيعة في بغداد لن يتدخلوا في الأعمال العسكرية ما لم يتأكدوا من نهاية نظام الرئيس صدام حسين. وقرأ مرجع ديني متقدم بالسن يعتمر عمامة سوداء، لم تحدد هويته على الفضائية العراقية، نص الفتوى الصادرة عن أئمة النجف، والتي تدعو العراقيين الى "أن يكونوا بكل مذاهبهم وقومياتهم يداً واحدة أمام اعداء الله والانسانية". وجاء في الفتوى: "لا بد أن نواجه الكفرة حفاظاً على ديننا وبلدنا". وقال التلفزيون العراقي إن الفتوى أصدرها خمسة مراجع هم، الى السيستاني، كل من آيات الله محمد سعيد الحكيم ومحمد بشير النجفي ومحمد اسحق الفياض والسيد حسين السيد اسماعيل الصدر. وكانت بغداد وزعت في بداية الحرب فتوى مماثلة أصدرها الأئمة الخمسة انفسهم. يذكر ان السيستاني نفى أول من أمس الخميس، عبر فضائية "الجزيرة" القطرية، ما أوردته سابقاً القيادة الاميركية الوسطى عن اصداره فتوى تطلب من السكان التزام الهدوء وعدم عرقلة عمليات القوات الاميركية والبريطانية. وفي طهران، قال محسن الحكيم، المسؤول في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" لوكالة "فرانس برس" إن الشيعة في بغداد لن يتدخلوا في الأعمال العسكرية ما لم يتأكدوا من نهاية النظام العراقي. وقال إن الشيعة "سيحاولون البقاء جانباً لكي لا يلحق بهم سوى أقل قدر ممكن من الضرر الى ان يتأكدوا من انعدام قدرة النظام العراقي على القمع، وفي هذه اللحظة بالذات سيتحركون". وأضاف ان الشيعة يشكلون فعلاً 80 في المئة من سكان بغداد، مشيراً إلى أن "رد فعلهم سيكون هو نفسه الذي ظهر في المدن الأخرى" مثل مدينتي النجف وكربلاء، حيث لم يشاركوا في القتال ضد القوات العراقية، مكرراً "انهم قلقون بسبب القمع الذي قاسوه من جانب النظام، وقوات القمع هذه مركزة في بغداد"، ملاحظاً "شهدنا في الأيام الماضية ضعفاً واضحاً من جانب مقاومة النظام". وفي بداية الحرب، وجه رئيس "المجلس الاعلى" آية الله محمد باقر الحكيم دعوة الى الشيعة للبقاء على الحياد، مؤكداً أن الرئيس صدام حسين والاميركيين مسؤولون عن النزاع.