جدد وكيل الإمام محمد السيستاني في الكويت السيد محمد باقر المهري تحذيره من اضطرابات في مدينة النجف، داعياً العشائر العراقية في منطقة الفرات الأوسط إلى الاستمرار في التواجد في النجف من أجل "حماية مراجع الشيعة" وفي مقدمهم السيستاني. جاء ذلك في تصريح صحافي تلقته "الحياة" أمس، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن المهري تلميحه إلى أن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق هي المسؤولة عن احتجاز آية الله محمد تقي المدرسي، زعيم منظمة العمل الإسلامي. وأكد المهري اطلاق المدرسي "بعد جهود مضنية بذلها رجال دين"، فيما نفى ناطق باسم "مجاهدين خلق" أن تكون للمنظمة علاقة باحتجاز الأخير. وقال عضو "الحركة المرجعية الرسالية" المعارضة في العراق السيد علاء آل طعمة إن عناصر من "مجاهدين خلق" كانت وراء احتجاز المدرسي في العراق أول من أمس، أثناء عودته إليه من إيران، وان اتصالات أجرتها الحركة مع قيادة القوات الأميركية في قطروالكويت سبقت الافراج عنه، ثم توجه المدرسي إلى كربلاء التي سيقيم فيها. وأوضح آل طعمة في حديث إلى "الحياة" في الكويت أمس أن المدرسي اجتاز الحدود العراقية - الإيرانية عند مدينة خانقين الثلثاء، و"اجتاز عدداً من الحواجز المسلحة قبل أن يوقفه حاجز لمسلحين من مجاهدين خلق، واختفى بعد ذلك 12 ساعة قبل أن يُفرج عنه". وتابع: "أجرينا اتصالات بقوات التحالف والبنتاغون وبقيادة هذه القوات في قطروالكويت، وحملناهم مسؤولية الحفاظ على سلامة السيد المدرسي". وأضاف ان الأخير سارع بعد اخلاء سبيله متوجهاً إلى كربلاء التي "يزورها لمناسبة أربعينية الحسين، وعلمنا بعد اتصال اليوم أمس أنه وصل إلى هناك". إلى ذلك، قال آل طعمة إنه سيتوجه إلى العراق اليوم بعد سنوات طويلة في المنفى، وأنه سيمثل "الحركة المرجعية الرسالية" التي كانت تتخذ ملجأ لها الكويت ولندن، في اجتماع المعارضة العراقية الذي دعا إليه مؤتمر الناصرية ويعقد في بغداد السبت. وأعرب عن اعتقاده بأن باقي الفصائل الشيعية المعارضة سيشارك في الاجتماع، و"حتى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سيشارك في صورة ما". وزاد ان "التحفظ الذي أبداه المجلس الأعلى عن اجتماع بغداد، وكونه مدعواً إليه من الجانب الأميركي ليس إلا دغدغة لبعض المشاعر ومراعاة لإيران، لأن للمجلس اتصالات بالأميركيين وكان شارك في مؤتمرات رتبت لها واشنطن مثل مؤتمر أربيل". وأشار إلى أن قوات التحالف في النجف تمكنت من اعتقال عدد من المتورطين باغتيال السيد عبدالمجيد الخوئي وشخصيات شيعية معارضة أخرى في النجف في 10 نيسان ابريل الجاري، لكنه لم يحدد هوية هؤلاء أو انتماءهم السياسي. وجدد محمد باقر المهري مخاوفه من اضطرابات في مدينة النجف، وقال: "بعد انتهاء مراسم الأربعين وعودة المواكب الحسينية إلى مدنها، يبقى فراغ أمني في النجف الأشرف بخاصة في ظل وجود الغوغائيين وفلول النظام السابق، والبعثيين المندسين في صفوف بعض الجماعات الشيعية"، ودعا العشائر العراقية في الفرات الأوسط إلى الاستمرار في التواجد في النجف من أجل "حماية مراجع الشيعة الإمام السيستاني والإمام محمد سعيد الحكيم والشيخ اسحاق الفياض والشيخ حسين بشير النجفي".