أكد اقتصادي بارز في البنك الدولي أن الحرب على العراق ستلحق بالاقتصاد الدولي خسائر تراوح بين 75 و100 بليون دولار في النصف الأول من السنة الجارية، مشيراً الى ان الأعمال العسكرية، التي دخلت اسبوعها الثالث، تهدد آفاق النمو في المنطقة العربية وتعيق تدفق الاستثمارات الدولية التي تعتبر أصلاً شديدة التواضع. وقال فيليب شوتل في مؤتمر صحافي، بمناسبة اصدار التقرير السنوي للبنك الدولي عن أوضاع التمويل في الدول النامية، "إن الحرب، التي تتركز آثارها في أسعار النفط وثقة قطاع الأعمال والمستهلكين وتقلبات أسواق المال، ستقتطع نصف نقطة مئوية من النمو الضعيف المتوقع للاقتصاد الدولي". ولاحظ شوتل، كبير محرري التقرير، أن "خسارة 100 بليون دولار بالنسبة لاقتصاد عالمي يزيد ناتجه على 30 تريليون دولار قد لا تُعتبر مشكلة خطيرة"، لكنه شدد على أن آثار الحرب تتركز في عدد محدود من الدول غير المهيأة للتعامل معها. وأوضح رئيس الخبراء الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي مصطفى نابلي "أن الحرب رفعت مخاطر الغموض في الشرق الأوسط الى مستويات غير مسبوقة مهددة آفاق النمو في المنطقة برمتها، سيما أنها جاءت بعد أحداث ايلول سبتمبر التي كان من نتائج تداعياتها تراجع قطاعات السياحة والنقل وانخفاض تدفقات رأس المال الدولي الى الدول العربية". ولفت الى أن تدفقات رأس المال الى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتسمت بالضعف في الأعوام القليلة الماضية، إذ لم يتجاوز المعدل السنوي لكل من الاستثمارات المباشرة والديون الخاصة 3 بلايين دولار. لكنه أكد أن المنطقة مؤهلة لتوسيع مشاركتها في أسواق رأس المال الدولية مستشهداً بنجاح إصدارات السندات التي طرحتها قطر والبحرين وإيران ومصر في الآونة الأخيرة. وأشار الى دور المنطقة، خصوصاً السعودية والكويت وعمان والبحرين، في مجال تحويلات العاملين التي اعتبرها البنك الدولي في تقريره الجديد أحد مصادر التمويل ذات الأهمية المتعاظمة للدول النامية. وتشمل لائحة الدول العربية التي تلقت نحو 14 بليون دولار من التحويلات العام الماضي المغرب 3.3 بليون دولار ومصر 2.9 بليون دولار ولبنان 2.3 بليون دولار والأردن بليونا دولار واليمن 1.5 بليون دولار. وشدد نابلي على أن الحرب على العراق "أحدث صدمة" في سلسلة الصدمات التي تعرضت لها المنطقة في العقد الأخير وكان من نتائجها انخفاض نسبة نمو اقتصاداتها من 3.2 في المئة عام 2001 إلى 2.3 في المئة عام 2002. وتوقع كبير الاقتصاديين أن تحقق الاقتصادات العربية المتنوعة الصادرات والمصدرة للنفط نمواً بنسب تراوح بين 3.4 و4 في المئة سنوياً في الفترة من 2003 الى 2005. إلا أنه أشار الى ثلاثة مخاطر ترتبط بالحرب على العراق وتتمثل في احتمال تباطؤ سرعة الإصلاحات المحلية عقب انتهاء الحرب واعاقة عملية اجتذاب الاستثمارات واستمرار الحرب لفترة أطول من المتوقع.