بعدما وضعت مراسلو محطات التلفزة الحرب على العراق اوزارها عسكرياً وغابت المعارك، عاد الى قواعدهم في البلاد العربية والاجنبية وقد ودّعوا عدداً من الزملاء الذين سقطوا ضحايا المهنة التي كانت مهنة البحث عن المتاعب فباتت مهنة البحث عن الموت أحياناً. غالبية المحطات الفضائية عمدت الى استقبال مراسليها ك"نجوم" في برامجها الاخبارية او السياسية، وشرح المراسلون ظروف عملهم ورووا انطباعاتهم عن الايام القاسية التي عاشوها في المدن العراقية التي استهدفت بالقصف او بالمعارك. وكانت روايات مفيدة للمشاهدين العرب الذين تابعوا لحظة بلحظة حصار العراق بين القذائف والصواريخ والجرحى والقتلى على الهواء. وما يرويه اللسان عما رأته العين مباشرة على الارض يأتي اشد وقعاً من اي روايات اخرى قد تتكون خارج ارض المعركة. غير ان بعض المحطات او بعض البرامج السياسية كان "يشطح" مع مراسليه الى العراق في تحليلات عسكرية او سياسية قد يكون من الصعب على مراسل، مهما تكن ثقافته السياسية او العسكرية، الاحاطة بها. فبعض المراسلين كان يتحاشى في اجوبته ابداء آراء غير متماسكة تماماً، فيتحدث عن واقع العمل التلفزيوني خلال الحرب على العراق وتأثيراته فيه العاملين فيه، اما بعض المراسلين الآخر فكان يذهب في التحليل والاستنتاج في شكل إما غير مناسب من حيث ادعاء المعرفة والعلم، وإما ببغائي رددت فيه الأفكار والآراء التي قيلت على كل الشاشات من قبل. في قناة "الجزيرة" تم استقبال ديار العمري وتيسير علّوني وعمر الكحكي، وفي قناة "العربية" استقبل علي نون وبعض رفاقه، وفي "المستقبل" استقبل زاهي وهبي في برنامجه "خليك بالبيت" مراسلات المحطة في العراق والكويت: نجوى قاسم ونجاة شرف الدين وديانا مقلّد. وكذلك فعلت بقية المحطات. وقد كانت لحظات منقولة من تحت النار وحب المهنة في آن.