ألف جوزة مقابل قطعة فضّة هوذا سعر الأشياء في سوق المدينة حيثما ولدت في الحلم حلمٌ يداني المطلق أمكُث أيّها العالم خلّد ملذّاتك إجعلني أفنى فأتوقف بين مَن يصغون في حلقة الغريب وأصادق خالق البدع وأحوز شدّة البريق والنفس تُحلّق في الغيمات يتناهى إليّ صوت الملاك هامساً عند عتبة القلب فيما يتقطع الكلام الرضاء يشعّ فيّ ألج الفناء المحرم أبعدَ من الصائمين قدماي ترفعان غبار أرض الزعفران عرفت نسوة ورجالاً أعطوني الهدأة في تلك الوقفة الفؤاد هدأ تحت صدى القارئين اقترب الملاك فتعرّفته تائهاً أنيقاً أبيض الرداء خصلات ضفيرته تتموّج نصح إليّ أنّ أبتعد "قدرة القارئين لا حدّ لها ولو كانوا عُمْياً، إن ألفوك لاطفوك، إن كرهوك أصابوك" شهادتهم لا تُجرح جوقةُ أصواتهم البحّاء تذكّرني بالنشيد الذي صاحب موت الأب متسوّل عجوز ينغّم منفرداً "ليأخذني الداء بلا رجعة" الرباب تصِرُّ وتملأ أذني القهقهة المنبثقة من الكوة تنكسر على الجدار الأصمّ صوت آخر يحدّثني في القلب أردّد الألفاظ وأؤلف جملة أدوّنها على دفتري المدرسيّ "صباحاً لا تقل صباح الخير إن لم تمض ليلك واقفاً" كمثل ماء السيل تفيض الكلمات بيضاء على لساني عائق يحول دوني والغضب منزل يؤوي الشرّ مغلقٌ بالمفتاح ومن يتهيّأ لفتحه يتوجّه الى خادم الحمّام فهو يوزّع عشرة مفاتيح في اليوم الأولاد يحقّ لهم بالمفتاح إن كانوا أوّل الواصلين والكبار إن لم يكونوا قساة القلب من كثرة ما أكلوا وناموا وتحدّثوا سيجدون عند المدخل اطاراً مزخرفاً أزرق القعر آثار الغبار والسيل ناشبة على نقوش الأحرف البيض أتراني أقرأ، أتراني أخترع "إبق كتوماً في أعمالك المجاهرة تقدّمها الى مسرح الحساب والخداع". الجسد خاوٍ لا شيء يفعمه إنني أبكي من غير سبب الفؤاد منزل غير مسكون الريح تلجني حتى أبيضِ الأصابع أدخل حيثما يتكثف الظل غامراً بني البشر أزيح نور الأنفس الذي يمنح الهيكل أعمدته الخوف يبدأ عندما لا يبقى ما يخيفني من أجل الرؤيا أصوم من أجلها أفطر على حافة الخسران ألم تبصر العين ما أبصرت؟ فلمَ تكذيبها والأذن سمعت ما لم تسمعه أبداً لا أقيم بالقرب من آية لا أحد يشكّ في حبّي الشديد الغموض إن دنوت منه أذُبْ الملاك يتساوق في موكب يتهادى وراء جثة المنفرد الراحل بخواء "لنخرج من الصفوف فأروي لك حكاية الإنسان الأول عندما أكل الثمرة بكى كلّ شيء في الجنان ما خلا الذهب والفضة - لماذا لم تبكيا؟ - نحن لا نبكي مَن ينتهك - لأجعلْ منكما مقدار كلّ شيء وليخضعِ الخلَفُ لكما". أيقظني برغوث وباركته كدتُ أفوّت موعد الفجر على رابية في آسيا الشتاء قاسٍ متدثّراً بدفء ينقضّ البرد عليّ الثلج يسقط آية تعبر الباحة حافية القدمين مرتدية سترة من كتّان "الجليد يحرق أصابع القدمين خذي معطفي - إنني منهكة لا شيء يؤثر فيّ في صحراء الحواسّ الوحوش تدفئني" كي أحبّكِ لن أكلّمك أبداً أرسم ظلَّكِ وحيثما ذهبتُ أزرع نخلةً وأقطن في موطئ جذورها عندما تنمو أسند ظهري الى جذعها أتأرجح بسعفها وأرقص على الأرض الغريبة وباسمك أعشق نسوة البلاد التي يغني فيها النخيل كلما عشقت امرأة لن أبكي بعينيّ بل بالقلب ولن أبعث إليك بالبلح نخيلُ المنفى عقيمٌ ولا بسعف النخل فالبلاد كلّها ليست فلسطين سأبعث إليك ببرتقالة، بوشاحٍ وفحم بعدما مكثت في نسيان السيف ضيفَ التنّين طوال الصيف إنني الآن أسير الشتاء على بلاط مجمّد آثار آية ينبعث منها بخار ينضمّ إلى لهاث فمها النهار ضئيل الليل يرين تحت القبة آية ساكنة تمثال بين المشكاة والمنبر عيناي تحتكّان بمناديل سماوية تقطّعها الثقوب الصمت يتمتم فيضُ الأصواتِ يواكب لمعات الشبح أفنى في قبس آية كم دام الليل لا أقدر أن أحصي لم يبق خواء كي استقبل دقات الساعة ولا لأكون الراعي الذي يقود النجوم إلى انعزالها مع كوكب الصبح. ترجمة : ع. و