تعقد دول "معسكر السلام" الثلثاء في بروكسيل قمة مصغرة لبحث الدفاع الاوروبي بعدما زادت الازمة العراقية قناعتها بضرورة توسيع استقلالية الاتحاد الاوروبي في مواجهة الولاياتالمتحدة. وتلبية لدعوة رئيس الوزراء البلجيكي غي فرهوفشتات، سيحاول الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود جانكر ايجاد سبل لإضفاء الصدقية على السياسة الخارجية المشتركة للاتحاد. ويؤكد الزعماء الاربعة ان الخلافات التي برزت في صفوف الاوروبيين حول الحرب على العراق جعلت تسريع إقامة سياسة دفاعية امراً ملحاً اكثر من اي وقت مضى وان كان يعني ذلك الاعتماد في مرحلة اولى على عدد محدود من الدول. وسيعقد اللقاء خارج الاطار الرسمي للاتحاد الاوروبي، بغياب بريطانيا القوة العسكرية الاوروبية المهمة الى جانب فرنسا وايطاليا الدولة المؤسسة للبناء الاوروبي. وبالتالي ساهم اللقاء في تأجيج مخاوف اقامة اوروبا منقسمة بين معسكرين في حين يسعى الاتحاد الى تجاوز الانقسامات. وفي المقابل اعربت دول عدة، خصوصاً اسبانياوبريطانيا وايطاليا وهولندا عن تحفظات برفضها اي مشاركة لرئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها حالياً اليونان او الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وكانت بلجيكا اعلنت عن هذا الاجتماع خلال قمة الدول ال15 في بروكسيل في 20 آذار مارس يوم شن الحرب على العراق. والدول الأربع المشاركة في القمة هي تلك التي عارضت بقوة الاستراتيجية الاميركية في العراق وواجهت محور لندن - مدريد في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. وعلى رغم الاطار الديبلوماسي يرى المسؤولون الاوروبيون الاربعة ان من الضروري المضي قدماً في مجال الدفاع الاوروبي وان الخطر الاكبر سيكون "عدم التحرك" كما قال ديبلوماسي معتمد في بروكسيل. ولعدم اثارة استياء الدول غير المشاركة في القمة فإنها ستكون محدودة وتقتصر على محادثات صباح الثلثاء تستغرق ساعتين يليها غذاء. الا ان المحادثات حول هذا الموضوع ستستأنف خلال الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد في اليونان في 2 و3 ايار مايو. والملف المتعلق بإنشاء وكالة اوروبية للتسلح هو الوحيد الثابت بين الملفات التي ستطرح الثلثاء للبحث وهي فكرة مدرجة في مشاريع الجمعية المكلفة إعداد معاهدة تأسيسية لاوروبا وتتفق عليها معظم الدول الاعضاء. والامر ليس كذلك بالنسبة الى الاقتراح الذي دعمته بلجيكاوفرنسا والقاضي بتشكيل مقر عام عسكري اوروبي. اما بالنسبة الى الدول الاكثر دعما للحلف الاطلسي في الاتحاد خصوصاً بريطانيا فإن هذه الفكرة غير مقبولة. وستبحث القمة المصغرة الجهود المالية الواجب تحقيقها في مجال الدفاع لوضع حد لتفرد الولاياتالمتحدة. وفي هذا الاطار ايضاً من الصعب تحقيق تعهدات محددة بسبب الصعوبات في موازنة المانياوفرنسا. وتقابل مبادرة عقد هذه القمة المصغرة المحادثات التي يتم اجراؤها في اطار المعاهدة حول اوروبا. وتنص وثيقة تم المصادقة عليها على "تعاون مبرمج في اطار الاتحاد" بين الدول الأعضاء الراغبة في ذلك.