قدمت شركات التكنولوجيا العالمية في "المعرض التاسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" شام 2003 الذي اقيم في دمشق من 23 الى 27 من الشهر الجاري احدث ما توصلت اليه من تقانات جديدة في مجال الادارة الالكترونية وتأمين خدمات الانترنت عبر الاقمار الاصطناعية والمكتب الالكتروني وتقنيات حديثة لوحدات عدم انقطاع التيار الكهربائي وآلة لصنع الاختام السريعة. وشارك في معرض هذا العام الذي تنظمه "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" برعاية الرئيس بشار الأسد اكثر من 430 شركة محلية وعربية ودولية متخصصة في الصناعة البرمجية والتكنولوجيا الرقمية وأجهزة الحاسوب وملحقاته. وعرضت بعض الشركات طابعات تخصصية بسرعة عالية ومصرفاً الكترونياً، إضافة الى الانظمة الحديثة في التسويق والنشر الالكتروني السريع ودعم القرار ومطابقة وجوه المشتبه بهم وما يتعلق بهم من سلاح وألبسة. وقدمت شركة "الشرق العربي لتكنولوجيا المعلومات" للمرة الاولى مجموعة من برامج التكامل الحاسبي الهاتفي التي تعد من البرامج الحيوية لبناء الحكومة الالكترونية مثل برنامج نظام خدمة الزبائن وهو عبارة عن نظام يركب في اي وزارة او شركة ويتصل الزبائن بهذا المركز ليحصلوا على المعلومة التي يريدونها في شكل مستقل. وعرضت شركة "كانون" مجموعة من تقنياتها الجديدة التي شملت انظمة الارشفة وادارة الوثائق لمساعدة الشركات على التحول من انظمة السجلات الورقية الى الانظمة الرقمية. وقال العارض سامر اسيس من شركة "كانون الشرق الاوسط" ل"الحياة": "ان التكنولوجيا موجودة في سورية ولكن استخدامها لا يزال ضعيفاً وهناك فجوة رقمية كبيرة بين مجتمعنا والمجتمعات الاخرى لأن غالبية المجتمع السوري لا يزال يعاني من الأمية المعلوماتية". وأضاف: "وعلى رغم ذلك لاحظنا ان الكثير من الزوار لديه قابلية للتعامل مع هذه التكنولوجيا المتطورة وهذا عامل دفع وتحريض يسهم فيه معرض شام 2003 لحث الناس على الاسراع للخروج من الانماط التقليدية في حياتهم والعمل على اقتناء الاجهزة الحديثة لتطوير اعمالهم وخدماتهم". وضم المعرض تجهيزات وتطبيقات للشبكات العالمية التي تعمل في مجال الانترنت والاكسترنت ونظم الارشفة والبرمجيات الصناعية والتحكم والمحاسبة والادارة وأجهزة الاتصالات ونظم التصميم والطباعة وتطبيقات الدعاية والاعلان بواسطة الحاسوب وقواعد المعطيات. واستغلت المدارس والجامعات السورية فرصة اقامة المعرض، ونظم المشرفون على برامج المعلوماتية فيها رحلات اطلاعية لطلابهم لتعريفهم الى آخر ما ابتكرته الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا. وقالت الطالبة رانية هبرة من ثانوية زكي الارسوزي: "اتيت برفقة المسؤولين عن تعليم الكومبيوتر في مدرستي لأشاهد المعرض وما يحتويه من مبتكرات ووجدت معروضات وأجهزة مفيدة ولكن اقتناءها صعب بالنسبة اليّ لأن اسعارها مرتفعة". وقالت طالبة اخرى كانت برفقتها ويبدو انها كانت تشير الى اجهزة الحاسوب في مدرستها: "ان اجهزة الكومبيوتر هنا متطورة اكثر من الاجهزة التي نتعلم عليها في مدرستنا ونتمنى على ادارتنا ان توفر لنا هذه الانواع كي نبقى على اتصال دائم مع ما يحدث من تطور في مجال الحاسوب". وأتاح المعرض لزواره هذا العام الاطلاع على العروض المتعلقة بمراكز خدمات قواعد البيانات والخدمات الاقتصادية العامة بواسطة الحاسوب والشبكات والملحقات الحاسوبية ونظم الأتمتة الادارية الشاملة ومراكز التدريب والبرمجيات التعليمية والهندسية، إضافة الى نظم التشغيل والنظم المتعددة لوسائط وتجهيزات الحاسوب وقطع التبديل. وعلى رغم الاقبال الكبير الذي شهده المعرض الا ان حركة البيع والشراء كانت ضعيفة. ويرجع بعض المعارضين السبب الى الخوف الذي تسببت به الحرب على العراق، إضافة الى التهديدات الاميركية لسورية.