اعلن الفريق الاميركي التابع لمكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية في العراق ان فريقاً من المسؤولين والخبراء العراقيين سيتولون مهماتهم لاعادة العمل في العاصمة العراقية خلال ايام. ودعت واشنطن الى عقد اجتماع موسع اليوم في بغداد يضم معارضين سابقين في المنفى وشخصيات من الداخل لمواصلة النقاش حول مرحلة ما بعد صدام حسين، فيما أعلن مسعود بارزاني ان لا داعي لبقاء القوات الاميركية في العراق بعد تشكيل حكومة عراقية موقتة. اعلنت باربره بودين، السفيرة الاميركية السابقة التي تدير القطاع الاوسط من العراق بما فيه بغداد في الادارة المدنية الاميركية التي يرأسها الجنرال الاميركي جاي غارنر، ان "فريقاً أساسياً من المسؤولين والخبراء العراقيين سيتولون مهماتهم لاعادة العمل في العاصمة العراقية"، لكنها رفضت تحديد موعد محدد لتشكيل الفريق واكتفت بالقول انه سيبدأ مهماته "خلال الايام القليلة المقبلة"، واضافت "بالتأكيد سيتكون الفريق مبدئياً من ذوي الخبرة". وكانت بودين تتحدث في اعقاب ما وصفته بمحادثات "مثمرة للغاية" مع ثمانية من مسؤولي البلدية في بغداد الذين كانوا يساعدون في ادارة المدينة اثناء حكم صدام حسين، بما في ذلك ادارة المجاري ومعالجة المياه. ووصفت الاجتماع بأنه "مبدئي" اذ ان الادارة الاميركية تحاول اعادة الخدمات الاساسية للمدينة التي دمرتها الحرب وتهدف الى تحديد اكثر الحاجات الحاحاً لدى سكان العاصمة. وتعاني بغداد، مثل باقي مناطق العراق، من نقص الماء والكهرباء وعدم جمع القمامة وغيرها من الخدمات. وقال الفريق العراقي ان الكهرباء والامن هي على رأس الاولويات، أما بودين فقالت: "لقد تحدثنا عن عدد من المواضيع الاساسية مثل القمامة وازالة القاذورات والماء والكهرباء" مضيفة "هدفنا ليس فقط اعادة المدينة الى ما كانت عليه بل الى وضع افضل". وقال كيث شولوم مساعد بودين: "هذه أول فرصة لنا لبدء محادثات مع مسؤولين في المدينة. هؤلاء هم من يديرون المدينة"، وذكر ان بودين طلبت من المسؤولين العراقيين تقديم قائمة باحتياجاتهم المالية لمدة 30 يوماً سيحصلون عليها بعد موافقة غارنر، مضيفاً ان "الادارة المدنية دفعت أول من أمس رواتب لاكثر من ثلاثة آلاف عامل في السكك الحديد وستدفع اليوم أمس لنحو ألف من العاملين بمرفق الكهرباء ولتسعة آلاف من موظفي البلدية فور التحقق من الاسماء". وحضر الاجتماع، الذي عقد في مقر دائرة المياه والمجاري، وهو جزء من مجمع في وسط العاصمة العراقية، مسؤولون من وزارة الخزانة الاميركية والميجور جنرال كارل ستروك من فيلق المهندسين في الجيش الاميركي الذي قال ان "كل المصانع الرئيسية للكهرباء في بغداد تعمل. ويتم تلبية حوالى 50 في المئة من احتياجات بغداد". مضيفاً "ان احدى المشاكل الرئيسية في الوقت الحالي هي توزيع الكهرباء". وفي الوقت نفسه تقريباً عقد محمد محسن الزبيدي، الذي أعلن نفسه رئيساً لبلدية بغداد، اجتماعاً مع شيوخ محليين ومسؤولين في المدينة يعمل كثيرون منهم ايضا مع فريق غارنر، وأعلن انه سيجتمع غداً مع غارنر في المطار "لمناقشة امور كثيرة". وعلى رغم التجاهل الأميركي له عين الزبيدي 22 لجنة لكي تعمل بدلاً من الوزارات، ووعد بدفع الرواتب هذا الشهر بعلاوة 1000 في المئة. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ذكرت أول من أمس ان البنتاغون اعد فريقاً من 150 عراقياً ستحدد الادارة الاميركية في العراق مهماتهم للمساعدة في اعادة بناء البلاد واستئناف العمليات في الوزارات الرئيسية في البلاد. وقام المئات من العراقيين بتظاهرة قرب فندق فلسطين في وسط بغداد طالبوا فيها بتوفير الخطوط الهاتفية والوقود اضافة الى الماء والكهرباء. الى ذلك، اعلن زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ان لا داعي لبقاء القوات الاميركية في العراق بعد تشكيل حكومة عراقية موقتة، وذكر في مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية مساء أول من أمس: "بحثنا مع غارنر في الاجتماع الذي ستعقده الادارة الجماعية للمعارضة في بغداد قريباً ثم في الاجتماع الذي سيضم جميع الاطراف والقوى والشخصيات العراقية". واضاف "ان الحكومة الوطنية العراقية الانتقالية ستشكل خلال هذه الاجتماعات ما يفتح الطريق الى انتخابات عامة". ولفت الى "اننا لا نعتبر في الوقت الراهن وجود قوات التحالف الاميركية البريطانية بأنه احتلال"، لكنه اكد "عندما ستستقر الاوضاع وتتولى السلطة الوطنية شؤون البلاد وتملأ الفراغ الامني والاداري، ولا يعود حينها مبرر لبقاء قوات التحالف، عندها سينظر الى وجودها كقوات احتلال". ومع ان بارزاني لم يحدد موعد انعقاد اجتماع المعارضة السابقة لنظام صدام حسين الا ان مسؤولا في الحزب الديمقراطي الكردستاني أعلن انه سيعقد الاربعاء في بغداد بحضور خمسة من الاعضاء الستة في الادارة الجماعية التي شكلت في شباط فبراير في صلاح الدين في كردستان العراق ليكونوا نواة حكومة ما بعد صدام حسين. واعضاء هذه الادارة هم اضافة الى بارزاني، جلال طالباني زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني"، واحمد الجلبي القيادي في "المؤتمر الوطني العراقي"، وعبد العزيز الحكيم نائب رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"، واياد علاوي امين عام "حركة الوفاق الوطني العراقي"، وعدنان الباجه جي. ولمح المسؤول في "الحزب الديموقراطي الكردستاني" الى ان الباجه جي الذي رفض ان ينضم للجنة الادارة الجماعية قد يتغيب عن الاجتماع. وكان مسؤول في فريق الادارة المدنية الاميركية أعلن أمس ان الولاياتالمتحدة دعت مئات المسؤولين من المعارضة العراقية السابقة في المنفى وشخصيات من الداخل لعقد اجتماع اليوم في بغداد بهدف مواصلة النقاش حول مرحلة ما بعد صدام حسين. وسيضم الاجتماع "300 الى 400 شخصية تمثل المجموعات السياسية العراقية الرئيسية وشخصيات جديدة من داخل العراق". واعلن مسؤول في "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق طالباً عدم الكشف عن هويته ان هناك "احتمالاً كبيراً" لمشاركة المجلس في هذا الاجتماع. الى ذلك، "الحياة" دعا آية الله محمد مهدي الخالصي العراقيين الى "المقاومة السلبية ضد احتلال" القوات الاميركية والبريطانية للعراق، واعتبرها في بيان تلقته "الحياة" امس "واجباً شرعياً"، وشدد على اعتبار "كل اجراءات الاحتلال باطلة ولاغية، مثل اقامة حكومة او سنّ دستور او عقد برلمان". ودعا الى "الامتناع عن الاستجابة لمطالب الاحتلال والعناصر المرتبطة به". ولفت الى ان "الخيانة ليست وجهة نظر"، واعتبر "كل من يتعاون مع العدو المحتل خائناً يشمله حكم المحتل".