حقّق سعر الدينار العراقي في سوق صرف العملات المحلية في عمان في الأيام القليلة الماضية "ارتفاعاً ملحوظاً" بالمقارنة مع سعره الأسبوع الماضي، مُعوّضاً بذلك جزءاً كبيراً من الخسارة التي لحقت به أخيراً. قال "مكتب ديرانية" للصرافة ل"الحياة"، أمس الأحد، ان سعر المليون دينار عراقي من الطبعة السويسرية التي تحمل صورة خيول تسمى "أبو الحصون"، ارتفع أمس الى 23 ألف دينار أردني من مستوى كان يراوح بين 17 و19 ألف دينار بنهاية الأسبوع الماضي، ونحو 12 ألف دينار أردني مطلع الأسبوع نفسه. في المقابل، ارتفع سعر المليون دينار عراقي من الطبعة التي تحمل صورة صدام حسين الى نحو 12 ألف دينار أردني مقابل 11 ألف دينار لكل مليون نهاية الاسبوع الماضي ونحو تسعة آلاف مطلع الأسبوع نفسه. أما الدينار البغدادي أو المصور، وهو الدينار المتداول حتى الآن رسمياً في العراق، فقد خرج من التداول تقريباً، حيث أبلغ "الحياة" عدد كبير من مكاتب الصرافة انه لم يعد يتعامل بهذا الدينار، ومنه "مكتب الشنواني" و"مكتب الشرق" و"مكتب السعودي" و"مكتب العلمي". وقالت مصادر صيرفية انه لم يعد يتعامل بهذا الدينار سوى عدد قليل من مكاتب الصرافة في عمان، وذلك بسبب التدهور الكبير والمتسارع في سعره، بعدما وضعت الحرب أوزارها. وذكر "مكتب الشرق" ان الأنباء التي تتردد عن ان العراقيين لم يعودوا يتداولون به، وانهم بدأوا في استخدام الدولار في معاملاتهم اليومية، وعرض التلفزيون صوراً تظهر مواطنين عراقيين يمزقون العملة من هذه الفئة، ساهمت في إضعاف الثقة بالدينار المصور الى ان خرج من التداول. وما ساهم في تدهور سعر العملة العراقية من هذه الفئة، على حد قول أحد مكاتب الصرافة، عدم وجود طلب عليها، في حين كان هناك "عرض هائل" لتبديلها. يشار الى ان الدينار المصور هو الذي بدأت الحكومة العراقية السابقة في طبع كميات كبيرة منه عام 1992 وطرحه للاستعمال بدلاً من الدينار "السويسري" بطبعاته المختلفة والذي كان قيد الاستعمال قبل 1992، وذلك بعدما رفضت كل من سويسرا والمملكة المتحدة طلباً عراقياً بطبع كميات جديدة من العملة في أعقاب حرب الخليج الثانية وفرض الحصار الدولي على العراق. وكان سعر الدينار العراقي بطبعتيه السويسريتين التي تحمل صورة الخيول، والتي تحمل صورة الرئيس العراقي صدام حسين ارتفع في صورة كبيرة مع بدء العمليات الحربية الشهر الماضي، الى ان وصل سعر المليون دينار من الطبعة السويسرية التي تحمل صورة الخيول أبو الحصون الى نحو 39 ألف دينار أردني، فيما وصل سعر المليون من الطبعة التي تحمل صورة صدام حسين الى نحو 32 الف دينار، وهو أعلى مستوى يصل إليه الدينار العراقي خلال أكثر من عشرة أعوام. وقدّرت أوساط صيرفية ان يكون حجم التداول بالعملة العراقية، خلال الأيام القليلة الماضية، تجاوز 15 مليون دينار عراقي.