شهدت سوق الصرافة الأردنية ارتباكاً كبيراً بسبب تذبذب سعر صرف الدينار العراقي في عمّان، ففي حين انضم عدد كبير من شركات الصرافة إلى العدد القليل منها الذي كان اتخذ قراراً منذ البداية بألا يتعامل بالدينار العراقي، تركت شركات أخرى سعر الصرف مفتوحاً للعرض والطلب الذي يتغير في كل ساعة تقريباً. وقال أحمد ديرانية من "مكتب ديرانية للصرافة" ل"الحياة" إن سعر الدينار ينخفض ويرتفع مع الاشاعات التي تتردد في سوق الصرافة حول وضع الدينار في بغداد. وأضاف إن سعر الدينار المصور أو البغدادي يسير نحو انخفاض سريع ولكنه لا يرتفع، وأن سعر المليون منه بلغ أمس نحو 250 ديناراً أردنياً 353 دولار فقط، مشيراً إلى أن سعر هذا الدينار بدأ في الانخفاض من نحو 20 الف دينار للمليون قبل نحو أسبوع إلى هذا الحضيض. والدينار المصور أو البغدادي هو ذاك الذي اعتمده النظام العراقي منذ عام 1991 بعد أن رفضت سويسرا وبريطانيا طبع المزيد منه لتجديده. وهو عملة ورقية بدائية التصوير، إذ ان تصويره يتم في بغداد. وزاد ديرانية أن مسلسل الانهيار بدأ منذ أن بثت الفضائيات أنباء الهجوم على البنك المركزي العراقي غداة دخول القوات الأميركية إلى بغداد وعزوف كثير من الناس عن التعامل به في بغداد. وتوقع خروج هذا الدينار من سوق العملات المتداولة قريباً. كما طاول التذبذب أيضا الدينار السويسري، في شكليه "أبو الحصون" و"الصدامي"، فهو يرتفع وينخفض على ايقاع الإشاعات التي تتردد في السوق. ويسمى الأول كذلك لأنه يحمل صورة خيول، أما الثاني فيسمى الصدامي لأنه يحمل صورة صدام حسين. وقال "مكتب المشربش للصرافة" أن سعر "أبو الحصون" انخفض إلى 19 ألف دينار أردني لكل مليون منه بعد ظهر أمس، مسجلاً انخفاضاً ملحوظاً عما كان عليه سعره في الصباح فقط وهو 22 ألف دينار للمليون، وكان سعره وصل إلى نحو 32 ألفاً دينار لكل مليون منه. أما الدينار الصدامي فقد بلغ سعر المليون دينار منه نحو 10 آلاف دينار، وذلك بعد أن كان سعره قد وصل إلى 12 ألفا لكل مليون قبل أسبوع. وكان الدينار السويسري في شكليه المذكورين قيد الاستعمال قبل عام 1990، ولكن استخدامه توقف رسمياً في آذار مارس عام 1993، بقرار من مجلس قيادة الثورة العراقية صدر في شهر آذار مارس ألغاه وأبقى على استخدام الدينار المصور. وقال "مكتب السعودي" إنه أوقف التعامل بالدينار العراقي لأن التعامل به أصبح مسألة محفوفة بالمخاطر.