أدى طلب متزايد على الدينار العراقي في سوق الصرافة في الاردن إلى ارتفاع سعره ارتفاعاً حاداً خلال الأيام القليلة الماضية. وقال صيرفي في "مكتب هاني السعودي للصرافة" في عمّان ل"الحياة" إن سعر المليون دينار عراقي من الطبعة السويسرية الملغاة وصل أمس الى 35 الف دينار أردني للشراء و36 الفاً للبيع من 26 ألف دينار للشراء و27 ألفاً للبيع في نهاية شهر آذار مارس الماضي ومطلع الشهر الجاري. وأضاف أن وتيرة الطلب على الدينار العراقي آخذة في التزايد منذ بداية الحرب، ولكن هذه الزيادة تسارعت في صورة أكبر هذا الشهر. وشمل الارتفاع أيضاً سعر "الدينار البغدادي"، وهو الاسم الذي يطلق على العملة العراقية المتداولة في العراق، تمييزاً لها عن العملة السويسرية الملغاة، فارتفع سعر المليون منه إلى نحو 18 ألفا للشراء و19 ألفاً للبيع من 15 ألف دينار للشراء و 16 ألفاً للبيع في مطلع الشهر الجاري. وكانت السلطات العراقية ألغت فئة الخمسة والعشرين ديناراً من الطبعة السويسرية الأصلية في شهر آذار مارس عام 1993 واعتمدت بدلاً منها عملة تطبع في العراق طباعة بدائية. غير أن العملة الملغاة بقيت قيد التداول في المنطقة الكردية التي تتمتع باستقلال تام عن الحكومة المركزية في بغداد. والعملة العراقية الأصلية في طبعتها السويسرية نوعان، الأول يحمل صورة خيول ويسمى "أبو الحصون"، والثاني يحمل صورة صدام حسين. وكان الدينار العراقي أبو الحصون حافظ على سعر يراوح حول سبعة آلاف دينار أردني لكل مليون دينار عراقي، كما حافظ الدينار الذي يحمل صورة صدام حسين على سعر يراوح حول ثمانية آلاف دينار أردني لكل مليون دينار عراقي وذلك على مدى عشرة أعوام تقريباً. ولكن ارتفاعا طرأ على هذا السعر قبل نحو أربعة شهور بعد صدور قرار الأممالمتحدة بعودة فرق التفتيش إلى العراق، فارتفع سعر المليون دينار عراقي من العملة التي تحمل صورة الخيول من سبعة آلاف دينار أردني إلى ما بين 11.5 و12 ألف دينار أردني، وارتفع سعر المليون دينار من العملة التي تحمل صورة صدام حسين إلى ما بين 10 آلاف و10.5 الف. ولكن هذا السعر ما لبث أن ارتفع مع بداية الحرب ليقفز سعر المليون منه إلى نحو 18 ألفاً للشراء و19 ألفاً للبيع من 15 ألف دينار للشراء و16 ألفا للبيع في مطلع الشهر الجاري. ومع دخول الحرب مرحلتها الأخيرة خرج الدينار الذي يحمل صورة صدام حسين من السوق لأن أحداً لا يعتقد أنه سيستخدم في مرحلة ما بعد صدام حسين في العراق، وبقي الدينار البغدادي وأبو الحصون اللذان شهدا ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام العشرة الماضية لاعتقاد المتعاملين في سوق الصرافة بأنه هو الذي سيستخدم في المرحلة الانتقالية على الأقل.