تواصلت الجهود الحثيثة لحل الازمة النووية سلمياً بعدما وضعت واشنطن حداً للمفاوضات بينها وبين الشطر الشمالي في بكين. ودخلت بريطانيا على خط الوساطة في الازمة التي ستناقش في لندن بين مبعوثين من الشطر الشمالي ومسؤولين بريطانيين، فيما اعلن مسؤول اميركي ان بلاده تدرس حالياً اقتراحاً شمالياً لحل الازمة. وتعتزم كوريا الجنوبية الضغط على الشطر الشمالي اثناء محادثات وزارية بين الشطرين في بيونغيانغ. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية البريطانية ان مبعوثاً كورياً شمالياً رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية الشمالي شو سو هون سيلتقي مسؤولين بريطانيين في لندن الاسبوع المقبل لمناقشة الازمة الحالية بين واشنطن وبيونغيانغ. وقالت الناطقة: "في رأينا ان من المهم الحفاظ على الاتصال مع بيونغيانغ". وفي الوقت نفسه، ابلغ مبعوث اميركي رفيع المستوى مسؤولين يابانيين ان واشنطن تدرس حالياً اقتراحاً كورياً شمالياً لحل الازمة حول برنامج بيونغيانغ النووي. والتقى جيمس كيلي، مساعد وزير الخارجية الاميركي، سكرتير الحكومة اليابانية ياسو فوكودا وناقش معه الاقتراح الشمالي، ولكنه رفض الكشف للصحافيين عن تفاصيل الاقتراح. وقالت وسائل الاعلام اليابانية ان كيلي ابلغ وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون يونغ موان بفحوى اقتراح الشطر الشمالي. وتأتي زيارة كيلي الى اليابان والشطر الجنوبي بعد ثلاثة ايام من المفاوضات بين بلاده والشطر الشمالي في بكين والتي وصلت الى طريق مسدود بعد اعلان بيونغيانغ امتلاكها اسلحة نووية ونيتها تصنيع المزيد. وكان البيت الابيض أعلن اول من امس انه سيناقش مع حلفائه امكان فرض الاممالمتحدة عقوبات اقتصادية على الشمال، الامر الذي تعتبره بيونغيانغ بمثابة "اعلان حرب" عليها. واعتبر الرئيس جورج بوش المفاوضات مع بيونغيانغ "عودة الى سياسة الابتزاز التي لطالما انتهجها الشمال". ونقلت شبكة "سي أن أن" التلفزيونية عن مسؤول في البيت الابيض قوله ان المبعوث الكوري الشمالي ري غون ابلغ كيلي في بكين اثناء حديث جانبي معه ان بلاده تملك رأساً نووياً واحداً، وتحدى كيلي قائلاً: "والآن ماذا ستفعلون في شأن ذلك". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر في البيت الابيض رفض الكشف عن اسمه ان "غون لم يبلغ كيلي فقط ان بلاده تملك رأساً نووياً واحداً بل ان بلاده انتهت من اعادة تصنيع الوقود النووي المستنفد ما يخولها تصنيع ثمانية رؤوس إضافية". في غضون ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية امس انها ستستخدم المحادثات الوزارية القادمة بين الشطرين الشمالي والجنوبي في بيونغيانغ للضغط على الشمال ليتخلى عن الاسلحة النووية التي اعترف بامتلاكها.