دخلت المطربة رجاء بلمليح الوسط الغنائي من ابوابه الواسعة من خلال أكبر مسابقة غنائية في المغرب شارك فيها ما يزيد على ألف وستمئة مرشح ومرشحة لاختيار أجمل الأصوات ففازت بالجائزة الأولى. واستطاعت رجاء بلمليح أن تضع نفسها في مكانة مرموقة بين نجمات الغناء العربيات وفرضت ذلك بشخصيتها المتميزة، وأكدت أنها من طراز مختلف. فهي مثقفة ذات قدرة عالية على تشكيل أدائها، كما أنها شاعرة تكتب الشعر وتعشقه، هذا العشق لم يأت من فراغ بل هو وليد سنوات كفاح وتضحية لنيل شهادة الماجستير في الاداب لتبدأ انطلاقتها الحقيقية الغنائية عام 1993. ومعها كان هذا الحوار: ما أهم اعمالك الغنائية؟ - أعمالي كثيرة في بلدي المغرب ولكن الأعمال التي عرفني بها الجمهور في الوطن العربي أربعة ألبومات، الأول بعنوان "صبري عليك طال" الذي كان بداية التعاون مع الفنان حميد الشاعري ثم بعد ذلك ألبوم "يا غايب" ثم "اعتراف" وأخيراً "شوق العيون" الذي حقق نجاحاً كبيراً. كنت غائبة في الشهور الماضية؟ - كان الاختفاء لفترة من الوقت للحصول على درجة الماجستير في الآداب، ثم شغلت بتسجيل أحدث البوماتي "شوق العيون" وبعد ذلك توقفت قرابة العام بسبب الزواج والإنجاب. وكيف كان الرجوع الى الغناء؟ - رجوعي كان من خلال أعمال قومية مثل الجولة التي قمت بها في دبي لدعم مستشفى أمراض السرطان، وكذلك التحضير والاشتراك في أوبريت غنائي كنا سنغنيه في افتتاح كأس العالم للشباب التي كانت يوم 25 آذار مارس الماضي. ولكن أجِّل بسبب الحرب، ثم اشتركت في أوبريت "كلنا بنكمل بعض" للتضامن مع الشعب العراقي. ما هي رسالة الفنان برأيك؟ - أنا إنسانة أميل إلى القومية العربية ويجب على أي فنان أن تظهر رسالته في التظاهرات القومية لأن الفنان هو مرآة المجتمع الذي يعيش فيه. معظم المطربين والمطربات يفضل العمل الجاهز وليس ورشة العمل التي تساعد في اختيار الكلمة واللحن فأيهما تفضلين؟ - في الحقيقة الأعمال الجاهزة لا لون لها ولا طعم. أما ورشة العمل فأنا أفضلها ولا يمكنني تقديم أي أعمال إلا إذا كنت مقتنعة بها بصورة نهائية، فورشة العمل تساعد الفنان على الإبداع وكذلك الشاعر والملحن، وأحب الأعمال إليّ هي الرومانسية. من فترة لأخرى تطفو الى السطح مشكلات بين الفنانات فما رأيك. هل هذه الصراعات تفيد الفنانة؟ - أنا لا أدخل في الصراعات لا في حياتي الخاصة ولا في حياتي الفنية، وأفضل تجاهل الخطأ الذي يردده الآخرون، أي انني اتعلم من اخطاء الآخرين. ومن المفترض أن يهتم الفنان بعمله فقط وينجح فيه حتى لا يتوقف عن الإبداع، والدعاية الإيجابية أفضل كثيراً من الدعاية السلبية الخاصة بالخلافات والأحقاد. هل تحبين المفاجآت؟ - زواجي كان المفاجأة الوحيدة في حياتي إذ كنت في زيارة للقاهرة وكانت لدي مشكلة مع شركة الانتاج، وقالت لي صديقة ستكتبين عقداً للإنتاج مع محمد شرف الدين وعندما رآني طلب الزواج مني وبالفعل وقعت معه أول تعاقد وهو الزواج فكانت مفاجأة جميلة في حياتي. ماذا تمثل لك القاهرة؟ - القاهرة هي هوليوود الشرق سواء في الفن في أم الغناء، ووجودي في القاهرة أصبح من الضروريات، وخصوصاً الفن المصري الذي تربينا عليه منذ أن كنا أطفالاً وحالياً لدي شقة ومكتب لإدارة أعمالي في القاهرة. هل درست الموسيقى؟ - درست الموسيقى في معهد الدار البيضاء في المغرب وحاولت العزف لكنني لم أنجح وأحياناً أقوم بالغناء باللغة الفرنسية لشارل أزنافور وسلين ديون. ماذا تمثل لك الجوائز ؟ - شيء لا يمكن وصفه، وخصوصاً عندما تكرّمين لعمل ما نجحت في أدائه، فهذا قمة النجاح. ففي عام 1990 حصلت على شهادة تقدير من مهرجان الأغنية في ليبيا وفي عام 1995 حصلت على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي للأغنية. كذلك من مهرجان الموسيقى العربية في دار الاوبرا، وفي العام 1996 حصلت على شهادة تقدير من مهرجان الأغنية التونسية - الدورة التاسعة، وشهادة استحقاق من عرب أميركا، وفي عام 1997 حصلت على جائزة مهرجان القاهرة الدولي للأغنية الثالث، وفي عام 1998 على جائزة التمييز من مهرجان جمعية الإكرام لمحاربة الفقر، أما في عام 1999 فجاءت الجائزة الكبرى وهي تعييني سفيرة لدى اليونيسف من الأممالمتحدة. ماذا عن أعمالك الجديدة؟ - أقوم بتسجيل أحدث البوماتي وهو مزيج من الألوان الغنائية العربية من ألحان خالد البكري ومحمد رحيم وعمرو مصطفى ومحمد ضياء الدين وشريف تاج وأشعار هاني الصغير وابراهيم جمعة ومحمد الملالة وشاكر العراقي وسيطرح في الأسواق خلال الصيف المقبل.