قررت الدول الأعضاء في "أوبك" خفض انتاجها الحالي من 27.4 مليون برميل بمعدل مليوني برميل في اليوم، معتمدة سقفاً انتاجياً جديداً هو 25.4 مليون برميل في اليوم، ابتداءً من الأول من حزيران يونيو المقبل، في انتظار التطورات المقبلة التي ستدرسها المنظمة في مؤتمرها في الدوحة في 11 حزيران المقبل. وقال رئيس "أوبك" وزير النفط القطري عبدالله العطية في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع الوزاري في فيينا رداً على سؤال ل"الحياة" عما إذا كانت "اوبك" تتخوف من ان تدفع الإدارة الاميركية العراق الى الخروج منها، ان العراق سيستمر في المنظمة وسيكون له حكومته ووزير نفطه الذي سيشارك في أعمال "اوبك". وأضاف انه لم يدع الولاياتالمتحدة لتكون في "أوبك"، وانه في الوقت نفسه لا يتحدى السياسة الأميركية النفطية، مؤكداً ان للعراق مركزه ومكانته في المنظمة. وذكّر بأن "أوبك" فعلت الكثير في الفترة الأخيرة من أجل استقرار السوق النفطية العالمية. وشرح وزير النفط السعودي علي النعيمي في حديث ل"الحياة" مبررات قرار "اوبك" خفض الانتاج، وقال ان هذا الإجراء "ضروري للحفاظ على سعر بمستوى 25 دولار للبرميل"، معتبراً ان مستوى السعر الحالي "ممتاز"، لكن هناك عوامل قد تؤدي في الشهرين المقبلين الى خفض مستواه، ومنها "التراجع المعتاد للطلب في الربع الثاني من السنة بين 1.5 و2.5 مليون برميل في اليوم مما يدعو الى الانتباه. والعامل الآخر هو ان توقعات النمو في العالم الصناعي تفيد بأنه سيكون ضعيفاً مما يعني ان على "أوبك" ان تكون حذرة. اما العامل الثالث فهو زيادة انتاج روسيا بنحو 900 ألف برميل في اليوم، فيما سينخفض انتاج بحر الشمال بنحو 300 ألف برميل في اليوم". ولفت النعيمي الى تطور مهم نشأ بسبب مرض "السارز" في الشرق الأقصى، الذي خفض حركة الطيران في هذه المنطقة نتيجة التخوف والتردد في السفر، وأدى الى خفض الاستهلاك بنحو 200 الى 300 ألف برميل في اليوم. بالمقابل استخدم الطيران الحربي في شهري آذار مارس ونيسان ابريل الكثير من الوقود"، وقال: "كل هذه العوامل تملي على "أوبك" التفكير بجدية، للحفاظ على سعر بمستوى 25 دولار للبرميل". يذكر ان "اوبك" قررت خفض الفائض الموجود في السوق، بعدما زادت الانتاج لتغطية الشح الذي كان متوقعاً نتيجة غياب النفط العراقي وقبله عند وقف الانتاج الفنزويلي. واستبعد النعيمي حدوث أي مشكلة مع عودة النفط العراقي الى الأسواق. وقال العطية ل"الحياة" ان قرار المنظمة "ينبع من حرصها على التوازن بين العرض والطلب لأن هناك فائضاً بنحو مليوني برميل سيجري التحكم به وخفضه ابتداء من حزيران المقبل، على ان تنظر المنظمة في مؤتمرها في الدوحة في تطورات السوق بالنسبة الى شهر تموز يوليو. وبالنسبة الى عودة العراق الى نظام الحصص المعتمد في "أوبك" أشار العطية الى ان "العراق من مؤسسي المنظمة ونتمنى عودته وحصته معادلة تاريخياً لحصة ايران التي تبلغ حالياً 3.2 ملايين برميل في اليوم". إلا ان مصادر نفطية عالمية وعراقية تعتبر ان عودة العراق الى نظام الحصص غير ممكن قبل عامين، لأن ذلك يتطلب استثمارات واعادة بناء وتطوير للصناعة النفطية العراقية. ووصف وزير النفط الجزائري السابق نور الدين آيت الحسين قرار "أوبك" خفض انتاجها بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح. لكنه رأى ان الإبقاء على سعر 25 دولاراً للبرميل يستدعي اتخاذ خطوات اخرى أبرزها التطرق الى الحصص الانتاجية، مشيراً الى ان هذه المسألة ستطرح بالتأكيد عندما يعود العراق الى انتاج الحصة العائدة له ضمن نظام "أوبك". وأضاف انه "لا بد من إعادة النظر بموضوع توزيع الحصص لأنه سيطرح عاجلاً أم آجلاً".