سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محادثات العاهل الأردني والأمين العام للجامعة لم تتطرق إلى وساطة بين واشنطن ودمشق . الأسد وموسى مع دور في انهاء "محنة" العراقيين والملك عبدالله يشدد على حكومة "ينتخبها الشعب"
بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس في تطورات الوضع في العراق والمستجدات في المنطقة. وقالت مصادر رسمية إن الأسد وموسى اتفقا على أهمية دور الجامعة في "توحيد مواقف الدول العربية لمساعدة الشعب العراقي في انهاء محنته وتشكيل حكومته بنفسه، مع الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها". وتكتسب زيارة موسى لسورية أهمية خاصة نظراً إلى الوضع الضاغط الذي تعيشه سورية في ضوء التهديدات الأميركية التي خفت حدتها أخيراً. وقال موسى في تصريحات صحافية: "إن الوضع في المنطقة يقتضي التشاور على أعلى المستويات، وتطوير الجامعة يحتاج إلى تفاعل من الدول العربية، لأن نجاح الجامعة يعني نجاح هذه الدول"، وأوضح ان محادثات أجراها مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تناولت متابعة المستجدات في المنطقة في بداية جولته العربية في محاولة للتوصل إلى موقف موحد لمواجهة التحديات المطروحة. وأضاف ان الجامعة "تدعم الحوار بين الجانبين السوري والأميركي، وترحب بزيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لدمشق". إلى ذلك، التقى موسى في أحد فنادق دمشق مندوب العراق السابق لدى الأممالمتحدة محمد الدوري، وقال في تصريح مقتضب إن زيارته الدوري "تأتي في إطار الصداقة" التي تجمعهما ولدوافع شخصية، وأنه درس معه الوضع في العراق. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت ليل الاثنين أنها لا تزال ترى "تقدماً" من جانب سورية التي تعرضت لانتقادات أميركية حادة الأسبوع الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر: "نرى بعض التقدم، ورأينا بعض الاجراءات التي اتخذها السوريون، واعتقد أنهم يأخذون قلقنا بجدية حيال أشخاص عراقيين موجودين في سورية". وأوضح أنه يريد من دمشق "أن تفعل أكثر من أجل تحديد هؤلاء الأشخاص وأماكن وجودهم، والتأكد من أن الحدود اغلقت جيداً في وجه أشخاص يريدون الاختباء في سورية". وانتقل موسى من دمشق إلى عمّان للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الذي شدد على ضرورة "أن تتولى إدارة شؤون العراق حكومة وطنية منتخبة مباشرة من شعبه، وقادرة على الدفاع عن مصالحه ووحدة أراضيه واستقلاله التام". وأبلغ مسؤول في الديوان الملكي الأردني "الحياة" أن الملك اعتبر خلال لقائه موسى أن "الأزمة العراقية فرصة لتطوير آليات الجامعة العربية، لتصبح قادرة على التعبير عن طموحات الدول الأعضاء فيها". وأكد المسؤول أن عودة موسى من دمشق إلى عمّان تتعلق بترتيبات "فنية"، إذ كان مقرراً أن يلتقي الملك في عمّان مساء أول من أمس، إلا أن ذلك تعذر بسبب ارتباطات معدة سابقاً للعاهل الأردني الأمر الذي اضطر الأمين العام لمغادرة عمّان إلى دمشق للاجتماع مع الرئيس الأسد. ونفى المسؤول أن تكون محادثات الملك عبدالله وموسى تطرقت إلى وساطة أردنية بين سورية والولاياتالمتحدة لتطويق أزمة الانتقادات الأميركية الأخيرة لدمشق. وكان وزير الخارجية الأردني مروان المعشر أبدى الأسبوع الماضي استعداد بلاده لدور وساطة لتقريب وجهات النظر بين واشنطنودمشق.