أبلغ العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك أمس أن الأردن لن يكون "طرفاً في إحداث أي تغيير في العراق"، مشدداً على أن ذلك "منوط بالشعب العراقي". وانتقد ضمناً سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتايناهو، لافتاً إلى أن الوفاء بالالتزامات الموقعة بأنها "ضرورة ملحة وليس خياراً انتخابياً". في غضون ذلك، حذرت القاهرة من أن استمرار الضربات العسكرية الأميركية - البريطانية للعراق "سيقود المنطقة إلى وضع خطير"، ودعت مجلس الأمن إلى "وقف هذه الاعتداءات". واستقبل العاهل الأردني انديك في القصر الملكي في العقبة، ووصف معاناة الشعب العراقي بأنها تشكل "عبئاً أخلاقياً كبيراً". وشدد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية على أن الموقف الأردني من العراق "متطابق مع الموقف العربي الرامي إلى رفع الحصار عن الشعب العراقي والمتمسك بوحدة أراضيه". وفي انتقاد ضمني لنتانياهو، قال العاهل الأردني إن عدم الوفاء بالاتفاقات والالتزامات المترتبة عليها "سيعمق مشاعر عدم الثقة وحال الاحباط التي تعيشها المنطقة، والتي تزامنت مع تعثر عملية السلام". ونبه إلى "أهمية تنفيذ الاتفاقات النهائية، خصوصاً أنها مرتبطة بتنفيذ اتفاقي الخليل وواي بلانتيشين". وأجرى انديك محادثات مع رئيس الوزراء الأردني عبدالرؤوف الروابدة، ونقلت وكالة "فرانس برس" عنه تأكيده "حرص الادارة الأميركية على دعم الأردن ومساعدته في مختلف المجالات". وكان المسؤول الاميركي وصل إلى عمّان ليل أول من أمس آتياً من تركيا، وغادر أمس إلى دمشق في إطار جولته في المنطقة. في القاهرة، قال مصدر مصري رفيع المستوى ل "الحياة" إن الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني سيلتقيان في طابا الثلثاء وسيشهدان افتتاح خط الربط الكهربائي بين البلدين. إلى ذلك، رفضت مصر وجامعة الدول العربية استمرار الاعتداءات الأميركية - البريطانية على العراق. ونوّه الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد بتجاوب بغداد مع جهوده لتنقية الأجواء، فيما أكد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان "استمرار الاعتداءات العسكرية على الأراضي العراقية سيقود المنطقة إلى وضع خطير"، داعياً مجلس الأمن إلى "اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف هذه الاعتداءات". وكان الوزير موسى التقى أمس عبدالمجيد وبحثا في نتائج الاتصالات بين الجامعة والعراق، وجدول أعمال اجتماع مجلس الجامعة المقرر الأربعاء المقبل. ورفض عبدالمجيد في مؤتمر صحافي عقده وموسى "تقسيم العراق والمس بسيادته واستمرار الغارات على أراضيه". وتابع: "العراقيون مستعدون للحوار والجامعة والرسائل التي تلقيتها من الرئيس صدام حسين تظهر تجاوباً". وذكر عبدالمجيد ان تحفظ بعض الدول المغاربية كان السبب في إرجاء اجتماع لجنة المتابعة العربية المكلفة متابعة العلاقة بين العراق والأمم المتحدة. ونفى موسى عزم مجموعة الغردقة مصر وسورية واليمن والسعودية وسلطنة عُمان عقد اجتماعات تشاورية قبيل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب. وعن امكان حدوث تقدم في المسألة العراقية، قال موسى: "لا يمكن القبول بالقصف الجوي للعراق بصورة يومية، وعدم تحرك مجلس الأمن"، وأكد ضرورة تحرك المجلس للنظر في الأمر "لأنه خطر جداً ونريد حلاً سياسياً للأزمة".