سقط عشرات القتلى والجرحى شمال افغانستان في الساعات ال24 الماضية، في اشتباكات عرقية بين الطاجيك والاوزبك، وصفت بأنها الأعنف منذ اسقاط نظام "طالبان" قبل نحو عامين. وقال الجنرال عبدالصبور الناطق باسم تنظيم "الجمعية الاسلامية" الطاجيكي ان الاشتباكات بدأت عندما اجتاحت الميليشيات الاوزبكية بقيادة الجنرال عبدالرشيد دوستم عدداً من المناطق غرب مزار الشريف عاصمة الشمال الافغاني مساء اول من امس. وأضاف ان الاشتباكات تواصلت طوال ليل اول من امس، وأسفرت عن سقوط اكثر من 70 طاجيكياً بين قتيل وجريح. وقال سيد نورالله المسؤول في حركة "جنبيش" الجناح السياسي للميليشيات الاوزبكية ان ثلاثة من مقاتليها قتلوا وأصيب اربعة آخرون بجروح في مكمن نصبه الطاجيك في منطقة فيض آباد في ولاية جوزجان غرب مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ حيث معقل وزير الدفاع الطاجيكي الجنرال محمد فهيم. وامتدت الاشتباكات الى مدينة شبرغان عاصمة جوزجان والى مزار الشريف حيث سمع دوي تراشق بالمدفعية صباح امس. كما امتدت الى مدينة شاربولاك القريبة. وأفاد احد سكان فيض آباد معقل الطاجيك والتي تبعد20 كيلومتراً من مزار الشريف، ان الاوزبك نشروا اكثر من 20 دبابة هناك. وفي ولاية فرياب الواقعة الى الغرب، استولى مسلحو الاوزبك على مقر الجمعية في مدينة ميمنا بعد معارك استمرت بضع ساعات، بحسب الناطق باسم الاممالمتحدة. ولم تعرف حصيلة تلك المواجهات. وأفاد الناطق باسم الجيش الاميركي المايجور ريتشارد ساتر ان "المعارك تدور في منطقة تنتشر فيها احدى فرقنا لإعادة إعمار الولايات". وهذه الفرقة بادارة الجيش البريطاني وتضم نحو سبعين عسكرياً، وتقتصر مهمتها على الصعيد الانساني. وقال وزير الداخلية الافغاني علي احمد جلالي للصحافيين في كابول امس، ان "الموقف حول مزار الشريف غير طيب". وأضاف انه سيقود وفد مفاوضين الى مزار الشريف، في محاولة لتخفيف حدة التوتر وتنفيذ اصلاحات عسكرية وإدارية. وتزامنت تلك الاشتباكات مع توقيع الاممالمتحدة واليابان اتفاقاً في كابول اول من امس، في شأن تنفيذ خطة طموحة لنزع اسلحة مئة الف مقاتل. وقال ناطق باسم الاممالمتحدة التي تدير بعض البرامج من مزار الشريف ان القتال يعد من اسوأ الاشتباكات التي وقعت في الشمال وانه يسبب "قلقاً شديداً". وقال جلالي ان الاصلاحات التي سيتم العمل على اقرارها في الشمال تشمل جمع الاسلحة الثقيلة وإعادة تنظيم القوات. وأضاف انه تحدث الى قادة الفصيلين المتناحرين وهما الاستاذ عطا محمد ودوستم8 العضوان في الحكومة، وتعهدا العمل على نزع فتيل الازمة التي يقال ان سببها حوادث على "مستويات دنيا". وأكد جلالي "انهما يتعاونان" في عملية نزع الاسلحة التي تشرف عليها الاممالمتحدة في الشمال. وقال مانويل دي الميدا دي سيلفا الناطق باسم الاممالمتحدة في افغانستان ان طرفي النزاع استخدما في المعارك الاخيرة الدبابات وهو "امر لم يحدث منذ وقت طويل" في المنطقة بحسب قوله.