نجحت وساطة قام بها وزير الداخلية الأفغاني أحمد جلالي مع بعض موظفي مكتب الأممالمتحدة في كابول، في ترتيب هدنة هشة بين الميليشيات الطاجيكية والاوزبكية التي خاضت في مزار الشريف عاصمة الشمال في الساعات ال48 الاخيرة، الاشتباكات الأعنف بينها منذ سقوط نظام "طالبان". وسقط خلال الاشتباكات أكثر من مئة قتيل وجريح، واستخدم فيها الطرفان اسلحة ثقيلة. وعزت مصادر أفغانية مطلعة نشوب القتال إلى رفض جماعة القائد الطاجيكي عطا الله الموالي لوزير الدفاع محمد قاسم فهيم حملة دولية لنزع الأسلحة أيّدها خصمه الجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم. وسجل نزوح كثيف من مزار الشريف خشية تجدد المعارك فيها، في حين تحصنت القوات الأوزبكية في قلعة جنكي الشهيرة غرب المدينة، بعد سيطرتها على معقل الطاجيك في فيض آباد القريبة. راجع ص7 على صعيد آخر، رأى الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن الحل العسكري فشل في القضاء على المتطرفين والإرهابيين. ودعا في مؤتمر صحافي في إسلام آباد امس، إلى البحث في جذور المشكلات التي تسبب الإرهاب والتطرف وهي: فلسطين وكشمير. وقال رداً على سؤال عما إذا كان يدعو إلى الحوار مع المتطرفين: "أدعو إلى الحوار مع كل جهة من أجل التوصل إلى حل للمشكلات". وتزامنت تصريحات الرئيس الباكستاني الذي يعد حليفاً أساسياً للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، مع تحذير زلماي خليل زاده مبعوث الرئيس جورج بوش إلى أفغانستان من أن حركة "طالبان" تحضر لعمليات "مذهلة" ضد القوات الأميركية والأفغانية هناك. من جهة أخرى، أفادت تقارير امس، ان القضاء العسكري الاميركي يستعد لتوجيه تهم ب"التجسس" و"مساعدة العدو" الى الكابتن الاميركي، الصيني الاصل جيمس يي الواعظ المسلم في معتقل غوانتاناموكوبا الذي اعتقل الشهر الماضي. كذلك، كشفت "سي أن أن" ان محققاً عسكرياً أعطى توصياته الى القضاء العسكري بخصوص 30 تهمة موجهة الى الجندي احمد الحلبي الاميركي - السوري الذي عمل مترجماً في قاعدة غوانتانامو قبل اعتقاله الشهر الماضي، بتهمة "التجسس" لمصلحة سورية. وأفاد مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون، ان التحقيقات لا تزال جارية في قضية غوانتانامو، متوقعاً المزيد من الاعتقالات.