طلب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، من الرئيس الأميركي جورج بوش عدم إهمال أفغانستان أثناء انشغاله بحرب محتملة على العراق. وقال كارزاي إنه يتوقع تطمينات أخرى من الرئيس الأميركي خلال لقائهما أمس، مع أن بوش قال إن مسؤولية الولاياتالمتحدة تجاه أفغانستان لن تؤخرها ارتباطات أخرى في السياسة الخارجية. ويخشى مسؤولون أفغان من انسحاب من دائرة الاهتمام الدولي إذا أخذت الولاياتالمتحدة على عاتقها مهمات نزع سلاح العراق. وكان كارزاي قال أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس: "لا تنسونا إذا وقعت الحرب، إذا قلص اهتمامكم بنا وتركتونا نتقاتل في ما بيننا، فستكررون الخطأ الذي ارتكبتوه أيام الاحتلال السوفياتي". وأشار إلى تسلل "قوى متطرفة وعناصر من تنظيم القاعدة وغيرهم" عبر الحدود من أفغانستان أخيراً. وأضاف أن "الحرب على الإرهاب لم تنتهِ، عليكم رؤيتهم مهزومين كلياً قبل أن تستنتجوا أن أفغانستان خارج دائرة الخطر". وفي الوقت نفسه، أعلن مسؤول في الأممالمتحدة أمس، أن فريقاً من المنظمة الدولية ومسؤولين في الحكومة الأفغانية، يحضرون خطة جديدة لنزع سلاح الميليشيات في أفغانستان، بعد فشل محاولات عدة في هذا المجال. وقال سلطان عزيز مستشار المبعوث الخاص للأمم المتحدة لنزع السلاح أن الخطة ستسلم إلى كارزاي في 21 آذار مارس المقبل. وعاد عزيز إلى كابول هذا الأسبوع بعد حضوره مؤتمراً دولياً في اليابان، قدمت فيه دول مانحة 50 مليون دولار لبرنامج "البداية الجديدة" الذي يتيح جمع السلاح من جميح أنحاء أفغانستان، وتأمين موارد عيش أخرى للمقاتلين. وتجرى محاولات مفصولة لنزع سلاح الميليشيات في ولايات أفغانية منذ شهور عدة. ولكن الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة في البلاد مانويل ألميدا دي سيلفا قال إن جهود نزع السلاح في ولاية فارياب الشمالية ،المحاذية للحدود مع تركمانستان، توقفت منذ 15 كانون الثاني يناير الماضي. وقتل ستة مدنيين الأسبوع الماضي، في اشتباكات بين الميليشيات الأوزبكية بقيادة عبد الرشيد دوستم والقوات الطاجيكية التي يتزعمها الجنرال عطا محمد في مدينة ميمنة، عاصمة ولاية فارياب. وقال سيلفا إن الأممالمتحدة لاحظت "وجوداً مكثفاً لعناصر مسلحة من الفصيلين المتنازعين" منذ 18 كانون الثاني الماضي. وسبق أن أعطت الأممالمتحدة موظفيها تعليمات تحظر عليهم القيام بمهمات في الطرق العامة في ولايات أفغانية عدة. وحذرت من عمليات إرهابية تستهدفهم، مشيرة إلى الخطر الذي يشكله أنصار رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار وعناصر حركة "طالبان"، بعدما أفادت تقارير عن إعادة الحركة تنظيم صفوفها.