تابعت وسائل الاعلام العبرية باهتمام بالغ الخلافات بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس حكومته محمود عباس ابو مازن في مسألة الحقيبة الوزارية التي ستُسند الى الرئيس السابق لجهاز الامن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان، وقالت ان اصرار "ابو مازن" على تعيين دحلان مسؤولاً عن اجهزة الامن الفلسطينية يؤكد رغبته في محاربة الارهاب بحزم وصرامة وان اسرائيل، كما الولاياتالمتحدة ودول اوروبا وغيرها من الاطراف ذات الشأن تسعى الى تمكين "ابو مازن" من تشكيل حكومة قوية قادرة على بسط سيطرتها على هذه الاجهزة. ورأت صحيفة "هآرتس" الصراع بين الزعيمين الفلسطينيين، عرفات و"ابو مازن"، صراعاً بين مدرستين، واحدة برئاسة "ابو مازن" تريد اعلان حرب فعلية على "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لارغامهما على وقف المقاومة المسلحة، وبالتالي معاودة سيطرة السلطة الفلسطينية على الشارع الفلسطيني تمهيداً لاستئناف العملية السلمية وتطبيق "خريطة الطريق" الدولية، فيما ترى "مدرسة عرفات" وغالبية اعضاء حركة "فتح" وجوب عدم حصول مواجهة مع الحركتين الاسلاميتين وتعتقد ان عملية الاصلاحات في السلطة الفلسطينية، الامنية والاقتصادية والادارية ينبغي ان تكون مرهونة بتحقيق ثمن سياسي حقيقي من اسرائيل قبل وقف الانتفاضة. وتنظر اسرائيل بحسب صحيفة "هآرتس" الى دحلان بوصفه واحداً من الاعضاء الاربعة في "منتحب الاحلام الاسرائيلي"، اضافة الى محمو عباس ووزير المال سلام فياض ورئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو علاء "يكون على رأس هرم السلطة ومغايراً تماماً للطاقم الذي أدار السلطة الفلسطينية في الماضي". وتنقل "معاريف" عن مسؤولين في قيادة الجيش انهم يتابعون "باهتمام عظيم" التطورات في السلطة الفلسطينية ويقدّرون ان الاسبوع الجاري سيكون مصيرياً بالنسبة الى المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين "واذا ما نجح ابو مازن في تشكيل الحكومة التي يريد فستكون هذه نقطة التحوّل الحقيقي نحو انهاء الانتفاضة". ويكتب عميت كوهين ان حكومة "ابو مازن" هي حكومة سلام "لا حكومة انتفاضة او مقاومة" ستسعى الى تحقيق مكاسب بالطرق السياسية لقناعته ان عسكرة الانتفاضة كانت خطأ فادحاً. ويضيف مقتبساً عن "اشاعة فلسطينية" ان الرئيس الفلسطيني استشاط غضباً عندما سلّمه "ابو مازن" قائمة اسماء حكومته، وانه صرخ في وجهه قائلاً انها "حكومة أسيادك في اسرائيل"! ويختم الكاتب بالإشارة الى انه على رغم الخلافات في وجهات نظر عرفات وابو مازن حول "السبيل الملائم" ليحقق الشعب الفلسطيني اهدافه "لكنهما متفقان على الهدف النهائي… وابو مازن ايضاً يحلم منذ عشرات السنين بإقامة دولة فلسطينية وتفكيك المستوطنات وحق العودة… لكن السؤال يبقى هل يخضع حلم ابو مازن هذا، وخلافاً لعرفات، للمفاوضات؟".