قال وزير الخارجية العراقي السابق عدنان الباجه جي ان مؤتمر الناصرية الذي عقدته المعارضة للنظام العراقي السابق مع ممثلين محليين، برعاية الولاياتالمتحدة، ستتبعه مؤتمرات محلية مشابهة في الوسط ومنطقة الفرات الأعلى وفي الشمال العراقي و"هي اجتماعات تحضيرية تمهد لمؤتمر وطني عام نطمح الى عقده في بغداد خلال أسابيع وتتشكل على أساسه حكومة انتقالية تمثل جميع العراقيين". وأوضح الباجه جي ان تشكيل هذه الحكومة "يساعد على زوال الحكم العسكري الاميركي المباشر في أقرب قت"، وان هذا الوجود "يجب الا يستمر طويلاً. وهذا يعتمد على مدى التقدم الذي نحققه في استلام هذه الحكومة للأمور". وشدد على أهمية لعب الأممالمتحدة دوراً رئيسياً في العراق، وطالب بإشرافها على مؤتمر بغداد الموسع "الذي ستمثل فيه كل التيارات السياسية من اجل الاعداد لانتخابات تمهد لإقامة حكومة انتقالية خلال أسابيع أو اشهر"، وهذه الانتخابات ستنشئ "مجلساً تأسيسياً يضع دستور دائماً للدولة". والتقى الباجه جي الذي زار الكويت أمس برفقة عدد من "المعارضين العراقيين المستقلين"، منهم أديب الجادر الوزير السابق ورئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان، والمفكر مهدي الحافظ الذي شغل مناصب في الأممالمتحدة، وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد "وتحدثنا معه في الشأن العراقي. وكان حديثاً مفيداً جداً. كذلك التقينا رئيس مجلس الأمة البرلمان السيد جاسم الخرافي". وأوضح اعضاء الوفد، في مؤتمر صحافي، انهم بدأوا في 13 شباط فبراير الماضي "تحركاً سياسياً نحو اصلاح الوضع السياسي العراقي ورفعوا التماساً الى القيادة العراقية بأن تتنحى من أجل تجنيب العراق حرباً مدمرة، وهو التحرك الذي ساندته مبادرة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المعروفة". وقال الباجه جي انه وزملاءه "ضمن مجموعة من السياسيين المستقلين لديهم نظرة ليبرالية ديموقراطية تدعو الى اقامة حكومة انتقالية في أسرع وقت ممكن حتى يدير العراقيون شؤون بلادهم، وانهم مع اشراك الأممالمتحدة في عملية الاصلاح في العراق". وقال الجادر: "لسنا حكومة ولسنا تنظيماً حزبياً بل لدينا أفكار نعتقد بأن كثيراً من العراقيين يؤيدونها". وذكر الحافظ ان "تجمعنا يحظى بتأييد واسع بصفته ممثل الهوية الوطنية العراقية من أجل اقامة سلطة شرعية بعيداً عن أي توجه طائفي أو عرقي، وعملنا لن ينحصر في بناء السلطة، بل في بناء رأي عام عراقي فعال وتصفية إرث حقبة صدام حسين، ونأمل في العودة الى العراق قريباً ولا نفكر في ان نكون جزءاً من أي حكومة، بل نفكر في الحاضر ونهيئ لعقد مؤتمر بغداد بمساعدة الأممالمتحدة". ونفى الحافظ وجود ظاهرة اقتتال داخلي عراقي، خصوصاً بين الشيعة كما وقع في النجف. وقال: "هذا لم يكن صراعاً بين فصائل الشعب، بل تعبير عن الوضع الذي نشأ بعد سقوط النظام. ونحن نراقب هذه الظاهرة وقلقون منها، لكن نتوقع ان تزول، اما التدخل الايراني الذي يتحدثون عنه فهو أقل كثيراً مما تصوره بعض وسائل الاعلام". ورداً على سؤال عن احتمال قيام العراق بالتطبيع مع اسرائىل مستقبلاً، قال الباجه جي ان "الحكومة العراقية المنتخبة هي من سيعالج هذه القضية، لكن في تصوري انها لن تقدم على ذلك قبل ان يبرم الفلسطينيون اتفاقاً مع الاسرائيليين". وعن عقود اعادة الاعمال وفاتورة الحرب التي بدأت تتراكم على العراق قال: "هذه القضايا نعالجها من خلال الاتفاقات الدولية التي نحترمها واذا كان هناك من اعتراضات فيتم حلها بالتفاوض". واضاف: "أما يتعلق بالعقود، فالكبيرة منها يجب ان تقر من قبل حكومة منتخبة لأنه ليس لأحد ان يلزم العراق بمسؤوليات وتكليف إذا إلا كان ذلك من خلال حكومة منتخبة من الشعب، وقد كانت العقود البترولية في الماضي تناقش في البرلمان العراقي قبل اقرارها". وعن التعويضات التي جاءت بقرارات دولية قال: "نحترم هذه الالتزامات. وكل ما صدر عن مجلس الأمن". كذبة اسرائيلية وشدد الباجه جي، في رد على سؤال عن علاقة الكويتبالعراق على نفي ما أوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية قبل اسابيع، عندما نسبت اليه خلال لقاء له مع الموفد الاميركي لدى المعارضة العراقية زلمان خليل زاد قوله انه يرفض وجود دولة اسرائيل ويعتبر الكويت جزءاً من العراق. وقال: "هذه كذبة مفضوحة، وموضوع علاقة الكويتبالعراق حسم العام 1963 وانا كنت وزير خارجية للعراق وزرت الكويت مرتين ولدي علاقات شخصية بالشيخ صباح الأحمد، وكنت ضمن معارضين عراقيين هاجموا بشدة نظام صدام حسين عندما غزا الكويت".