سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جندي استهدفه برصاصة من العيار الثقيل أصابته في رأسه واسقطت جزءا من دماغه على الارض . نزيه دروزة ... ثالث صحافي فلسطيني يقتله جيش الاحتلال عمدا اثناء تأديته عمله
ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد بحق المصور الفلسطيني نزيه دروزة 44 عاما، وذلك وفقا لشهود وصحافيين كانوا مع المصور اثناء تغطية مواجهات بين تلامذة المدارس وقوات من الجيش الاسرائيلي اقتحمت البلدة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية امس. ودروزه هو ثالث صحافي فلسطيني يقتل بنيران الجيش الاسرائيلي اثناء ادائه واجبه المهني منذ اندلاع الانتفاضة في خريف العام 2000، فيما قتل صحافي ايطالي رابع في ظروف مشابهة. واكد شهود وصحافيون كانوا يغطون المواجهات وعملية اقتحام الجيش للبلدة القديمة ان جنديا اسرائيليا ترجل من دبابته واطلق رصاصة واحدة من العيار الثقيل باتجاه دروزه الذي كان يحمل كاميرة التصوير ويرتدي جاكيتا اصفر اللون كتب عليه بالانجليزية "صحافة" الى جانب ستة صحافيين اخرين على الاقل من بينهم مصور وكالة "رويترز" للانباء. واصيب دروزه قرب عينه، ما ادى الى تفجر رأسه وسقوط اجزاء من دماغه على الارض. وعمل دروزه مصورا لوكالة "اسوشييتد برس" والتلفزيون الفلسطيني، وهو اب لاربعة اطفال اصغرهم لم يتجاوز ستة اشهر من العمر، فيما اكبرهم له من العمر عشر سنوات. واكد مصور "رويترز" حسن التيتي انه منذ انخراطه في العمل الصحافي منذ 19 عاما لم يواجه مثل هذه الواقعة التي شهد خلالها بأم عينه كيف قتل الجندي الاسرائيلي زميله عن سبق اصرار وترصد. ويتعرض الصحافيون الفلسطينيون لشتى انواع الضغوط والاجراءات التي تقيد عملهم حيث عمد المكتب الصحافي الحكومي الاسرائيلي منذ بداية الانتفاضة الى وقف استصدار بطاقات صحافية للفلسطينيين حتى اولئك الذين يعملون في محطات تلفزة اجنبية، باستثناء عدد قليل منهم، فيما يمنع الصحافيون الفلسطينيون من التحرك بين المدن والقرى الفلسطينية، وتعرض عدد من الصحافيين الى الضرب والتهديد من الجيش الاسرائيلي. السلطة تدين "الجريمة الدنيئة" واستنكرت اكثر من جهة فلسطينية عملية قتل المصور دروزة، واعتبرت القيادة الفلسطينية ان مقتله يشكل "جريمة دنيئة لقوات الاحتلال الاسرائيلي". وقال ناطق رسمي باسم القيادة في بيان اوردته وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان "قوات الاحتلال لا تريد شاهدا حيا على الجرائم الحرب التي ترتكبها يوميا في كل مدن وبلدات ومخيمات وطننا فلسطين"، مشددا على ان "حكومة اسرائيل تواصل احتلالها واستيطانها وجرائم القتل والاغتيالات اليومية من دون اي اكتراث بالجهود الدولية الرامية الى اعتماد واعلان خريطة الطريق ومباشرة تطبيقها". واضاف ان "القيادة تحذر من هذه المخططات والمناورات الاسرائيلية، وتؤكد ان هدف الشعب الفلسطيني انما يتمثل بانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقتلاع الاستيطان الاستعماري السرطاني من ارضنا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، مشددة على ان "ليس من سبيل لتحقيق الامن والسلام والتعايش الا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي وانسحاب القوات الاسرائيلية الى خط الرابع من حزيران". وفي وقت لاحق، شارك اكثر من الف شخص بعد ظهر امس في تشييع جثمان دروزة وهو مغطى بالعلم الفلسطيني من مستشفى رافيديا، وهم يرددون شعارات معادية لاسرائيل قبل ان يوارونه في مقبرة نابلس.