تستعد الحكومة الصينية لإعلان إحصاءات جديدة عن وباء الالتهاب الرئوي الحاد بإضافة عدد من الإصابات أكبر بكثير مما أعلن حتى الآن. وفيما أعلنت هونغ كونغ أمس 12 وفاة جديدة جراء الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد سارز، اعتبرت سنغافورة أنها تواجه أسوأ أزمة في تاريخها مع ارتفاع الضحايا إلى 14. وجاء في حصيلة للسلطات الصينية لا تزال غير مكتملة أمس أن عدد الإصابات المؤكدة أو المشتبه فيها في العاصمة الصينية قد تصل إلى مئات عدة. وتوقع رئيس بلدية بكين عقد مؤتمر صحافي اليوم في هذا الخصوص. لكن قبل ذلك من المتوقع أن تعلن الحكومة إحصاءات جديدة على المستوى الوطني كما قال المراقبون. وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة شبه الرسمية إلى وفاة جديدة بالوباء في إقليم سيشوان جنوب غرب ما يرفع على حد قولها عدد الوفيات إلى 67 في أنحاء البلاد. وأعلن رسمياً أن الصين سجلت 1482 إصابة و65 وفاة مساء أول من أمس بحسب أرقام وزارة الصحة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية. وفي بكين بلغت الحصيلة الرسمية 37 حالة و4 وفيات. وكان الرئيس الصيني هو جينتاو طلب الخميس الماضي أثناء اجتماع مصغر لقيادة الحزب الشيوعي الحاكم الذي يتولى أمانته العامة أن تصدر المعلومات عن الحالات بسرعة وأن تتمتع بالصدقية، بعدما اشتدت الضغوط على الحكومة الصينية تدريجاً لا سيما على الصعيد الدولي لكي تعتمد الشفافية في أزمة قد يكون منشأها إقليم غوانغدونغ جنوب وأسفرت عن وفاة 166 شخصاً في العالم. ومنذ بداية الأسبوع سعت وسائل الإعلام الصينية إلى تحضير الرأي العام لإعلان أرقام أكبر من تلك التي أعلنت بالقطارة حتى الآن، وأثارت جدلاً لدى قسم من الأوساط الطبية الصينية التي اتهمت، على غرار منظمة الصحة العالمية، السلطات الصينية بحجب جزء من الحقيقة. وفي هونغ كونغ، أفادت السلطات أن 12 شخصاً جديداً توفوا جراء إصابتهم بالمرض في حين سجلت 31 إصابة جديدة. وتراوح أعمار الضحايا الجدد في هونغ كونغ بين 37 و87 عاماً بينهم سبعة مسنين كانوا يعانون من أمراض مزمنة. وتظهر أرقام الحكومة المحلية أن 81 شخصاً قضوا حتى الآن جراء الالتهاب منذ ظهوره قبل ستة أسابيع. ولا تشمل هذه الحصيلة مواطناً أميركياً أعلنت وفاته لدى وصوله إلى أحد مستشفيات هونغ كونغ الأسبوع الماضي بعد نقله من الصين القارية. وفي سنغافورة، أعلن رئيس الوزراء غوه شوك تونغ تشكيل "خلية" لمكافحة هذا الوباء الذي دفع السلطات إلى مراجعة توقعات النمو الاقتصادي لهذه السنة. وستتولى هذه "الخلية" أولاً الحد من انتشار المرض في المستشفيات حيث سجلت تسع من أصل كل عشر إصابات في سنغافورة. وأعرب رئيس الوزراء عن خشيته من أن "البلاد تواجه أسوأ أزمة" في تاريخها. وأوضح في مؤتمر صحافي "إننا أمام أزمة خوف وليس فقط أزمة سارز. إننا أمام عدو خفي لا ينام". وأفادت وزارة الصحة أن رجلاً مسناً في الخامسة والثمانين من عمره هو الضحية ال14 للمرض. وبوفاته باتت سنغافورة في المركز الثالث بين أكثر الدول عرضة لهذا المرض بعد هونغ كونغوالصينوكندا. وأعلنت كندا للمرة الأولى تدني عدد المصابين الذي بلغ أول من أمس 304 في مقابل 306 الخميس بحسب حصيلة لوزارة الصحة الكندية. وكانت غالبية الحالات في مقاطعة أونتاريو وعاصمتها تورونتو حيث يوجد 247 حالة 128 مرجحة و 119 مشتبه فيها أي أقل بأربع حالات من اليوم السابق. لندن: حجر للتلاميذ الآسيويين من جهة أخرى، تقرر نقل عشرات من طلاب المدارس الداخلية من ذوي الأصول الآسيوية في بريطانيا إلى معسكرات الحجر الصحي خشية إصابتهم بالفيروس مع وصولهم إلى مطار هيثرو اللندني مع بدء الفصل الدراسي الجديد. وسينقل نحو 150 طفلاً إلى معسكرين أحدهما في منطقة دورسيت القروية والثاني في جزيرة وايت قبالة الساحل الجنوبي لانكلترا حيث سيعزلون عن الناس لمدة عشرة أيام وسيخضعون لفحوص طبية. ولن يسمح إلا بعد ذلك بالعودة إلى مدارسهم لبدء الفترة الصيفية الدراسية. وقال المدير الوطني لجمعية المدارس الداخلية أدريان أندروود: "هناك نحو سبعة آلاف طفل من هونغ كونغوالصين في 550 مدرسة تابعة للجمعية"، وأن نحو 30 أو 40 من هذه المدارس اشتركت في قرار بوضع تلاميذها قيد الحجر الصحي.