أكدت سورية انها لن تسمح لفرق تفتيش بأن تكرر فيها التجربة العراقية، في وقت فوجئ مسؤولون أميركيون بتلميح وزير الخارجية كولن باول الى نيته زيارة دمشق، لكنهم رجحوا أن تندرج ضمن جولة شرق أوسطية لإحياء عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية. راجع ص 7 وأعلنت دمشق أمس انها لم تبلغ رسمياً بزيارة باول، في حين حمل وزير الخارجية السوري فاروق الشرع على "بعض المتعصبين والمتزمتين في الإدارة الأميركية" لأنهم "يريدون اثبات وجهة نظرهم القائلة ان العراق منطلق لمزيد من التوسع، لتغيير خريطة الشرق الأوسط". وبعدما قابل الشرع الرئيس حسني مبارك، قال في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، ان سورية "لن تسمح بأي تفتيش وستساهم فقط مع أشقائها العرب ودول العالم في تحويل الشرق الأوسط الى منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل، الكيماوية والبيولوجية والنووية". واستشهد بمواقف دول رفضت الحرب على العراق وغزوه، وزاد: "من يتصور ان ما حدث يمكن أن يغلق فمنا فهو خاطئ لأننا أصحاب حق، ولا نريد مجابهة مع الولاياتالمتحدة ولم نسع اليها بل هم الذين أتوا إلينا". وأشار الى أن أميركا "ستعاني على الأقل مثلما تعاني شعوب الشرق الأوسط من أي عمل عسكري"، لافتاً الى الحرب على العراق. وأضاف ان واشنطن "خسرت أخلاقياً في شكل فاضح، والقوة العسكرية غاشمة اذا استخدمت بهذه الوسيلة وليس لتحرير الشعوب". لكنه رحب بباول إذا أراد زيارة سورية، مشدداً على أهمية اقامة "جسور" بين دمشقوواشنطن. ومعروف أن الرئيس جورج بوش اتهم سورية بانتاج أسلحة كيماوية، وحضها على عدم منح مأوى لرموز نظام صدام حسين الفارين، فيما لوّح باول بفرض عقوبات على دمشق. وسئل الشرع عن قادة فصائل فلسطينية موجودين في سورية وعن دعم بلاده "حزب الله" فأجاب: "يجب انهاء الاحتلال لئلا تكون هناك حجة لوجود منظمات فدائية، وتصبح المنظمات الفدائية في هذه الحال منظمات مرتزقة".