لندن - "الحياة" - حذّر الرئيس السوري بشار الأسد، عشية زيارته الرسمية الأولى لبريطانيا، من ان شن الولاياتالمتحدة حرباً على العراق سيوجد "تربة خصبة للارهاب". ودافع مجدداً عن الاستشهاديين الفلسطينيين، مُعتبراً ان ما يقومون به هو "رد فعل على الإرهاب" الذي يمارسه الإسرائيليون ضدهم. ويبدأ الرئيس السوري الإثنين زيارة رسمية للندن يستهلها بمحادثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وكبار المسؤولين، كما يلتقي الملكة اليزابيت الثانية وولي العهد الأمير تشارلز. ويُتوقع ان تركز محادثاته على العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط والحرب ضد الإرهاب، إضافة الى تعزيز العلاقات الثنائية. ويُنتظر ان يزور الأسد خلال وجوده في لندن المستشفى الذي درس فيه طب العيون في التسعينات. كذلك يُنتظر ان تشارك زوجته السيدة أسماء التي نشأت في بريطانيا، بنشاطات نسوية، وان تلتقي شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني. وقال الأسد لصحيفة "التايمز" اللندنية نشرتها أمس ان "عواقب" الحرب الأميركية على نظام الرئيس صدام حسين "لن تقتصر داخل العراق. فالمنطقة كلها ستدخل في غمار المجهول". ورسم ما سماه "صورة سوداء" لما سيحدث اذا شنت واشنطن حرباً على بغداد. وقال ان الحرب ستؤدي الى تدفق للاجئين وازمة اقتصادية خانقة وستصبح "الارضية خصبة للارهاب". ورفض زعم واشنطن ان الرئيس صدام حسين خطر على المنطقة، قائلاً "نحن في وضع افضل للحكم على هذا لاننا نعيش في المنطقة. وليس من المنطقي ان يحدد الآخرون هل شيء ما يشكل خطراً ام لا على المنطقة". وقال الأسد الذي صوتت بلاده لمصلحة القرار 1441 لمجلس الامن الذي يشدد اجراءات تفتيش برامج التسلح العراقية، ان الحرب على العراق باتت محتومة بسبب تصميم واشنطن. وأضاف ان "الولاياتالمتحدة عملت على اعاقة عودة مفتشي الاممالمتحدة وهذا هو الدليل على ان كل ما يريدونه هو ضرب العراق". واكد الرئيس السوري، من جهة ثانية، دعمه لمنظمات فلسطينية مثل "الجهاد الاسلامي" و"حماس" لأنها "تعبر عن وجهة نظر ملايين الفلسطينيين في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة". واعتبر ان هؤلاء الفلسطينيين يلقون تأييد "300 مليون عربي واكثر من بليون مسلم وملايين الاشخاص في العالم اجمع" و"من المستحيل ان يكون جميع هؤلاء من الارهابيين او ان يكونوا جميعاً مساندين للارهاب". وقال ان العمليات الاستشهادية التي ينفذها شبان فلسطينيون تعبر عن استيائهم وسخطهم لعدم حصولهم على دولة ولا جيش ولا كرامة وبسبب كونهم مستهدفين برصاص الجيش الاسرائيليين. وقال ان اعمال العنف في الاراضي الفلسطينية تشكل "رداً على ارهاب رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون ضد المدنيين الفلسطينيين". وعن الدعوات المتكررة لتوني بلير لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، قال الأسد انه "لا يكفي الاعلان عن موقف مبدئي او التعبير عن فكرة". وسخر من جهود إدارة الرئيس جورج بوش لإحلال السلام، قائلاً وقال ان اقتراحاتها كانت "منحازة الى اسرائيل تماماً". وقالت مصادر سورية ان دمشقولندن "تتفقان على ضرورة تجنّب ضرب العراق عسكرياً. فالقرار 1441 يشير الى الرغبة في حل سلمي" لأزمة التفتيش على أسلحة الدمار العراقية. وأكدت معارضة سورية "تقسيم العراق". وأشارت الى ان الرئيس الأسد سيقدم في المحادثات مع بلير "أفكاراً جديدة" في شأن تحريك عملية السلام في المنطقة. وأقرت بأن التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب بين سورية والغرب لا يعني ان الجانبين "لهما وجهة نظر متطابقة" في هذا الشأن، لافتة الى ان الرئيس الراحل حافظ الأسد كان أول من دعا عام 1986 الى عقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب. وأضافت ان الجماعات الفلسطينية الموجودة في سورية لا تقوم بعمليات ضد إسرائيل "لكن مقاومة الاحتلال حق شرعي لكل الشعوب". وأضافت "ان سورية ليس فيها مصارف خاصة لكي تُحوّل أموال منها لدعم" العمليات ضد الإسرائيليين. ولفتت الى ان سورية "حاربت القاعدة" بالتنسيق مع الأجهزة اللبنانية قبل أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001. وانتقدت المصادر السورية ما سمته "عنهجية" الولايات بعد إعلان وزير الخارجية كولن باول رؤيته لإحلال الديموقراطية في العالم.