أعلنت دمشق أنها تواصل "حواراً ايجابياً" مع واشنطن، مؤكدة أنها "ستتعاون"، من دون تحديد طبيعة هذا التعاون وسبله. وجددت نفيها ايواء رموز من نظام صدام حسين، بعدما أكد مسؤول أميركي، لم يذكر اسمه، ان السفير العراقي في تونس فاروق حجازي الذي تعتقد واشنطن أنه مدبر محاولة اغتيال الرئيس جورج بوش الأب في الكويت عام 1993، موجود في سورية. واستبعدت إسرائيل مواجهة عسكرية مع سورية، ملوّحة باستعداد جيشها ل"الردع"، في حين شدد الرئيس محمد خاتمي على أن "إيران تدافع عن سورية، لكن هذا لا يعني اننا نريد خوض نزاع عسكري مع الولاياتالمتحدة" راجع ص5 و6. ويصل إلى القاهرة اليوم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع حاملاً رسالة من الرئيس بشار الأسد إلى نظيره المصري حسني مبارك، الذي استبعد مستشاره السياسي الدكتور أسامة الباز ضربة أميركية لسورية، مشدداً على أن مصر تسعى إلى فتح حوار بين دمشقوواشنطن. وكانت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس أكدت أن الرئيس جورج بوش "يحتفظ بكل الخيارات" في التعامل مع دمشق، لكنها توقعت "تعاوناً" سورياً، وهو ما أكدته مديرة إدارة الاعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية بثينة شعبان، قائلة إن دمشق ستتعاون دائماً في ما يخدم مصلحة الشعب العراقي. وشددت على أن الحدود مع العراق مغلقة و"سورية لن تسمح لأي من أركان النظام العراقي بأن يدخل إليها". ونقلت وكالة "رويترز" عن بثينة شعبان ان دمشق ترحب بأي زيارة لوزير الخارجية الأميركي كولن باول. وطرحت سورية في مجلس الأمن مشروع قرار أيدته المجموعة العربية، يقضي بجعل كل دول منطقة الشرق الأوسط، من دون استثناء، خالية من أسلحة الدمار الشامل. وتضمن المشروع تأكيد "العزم على منع التهديد الذي يشكله امتلاك الجماعات الإرهابية أسلحة دمار شامل". وفي باريس، قالت مصادر فرنسية مطلعة ل"الحياة" ان الرئيس بوش ركز خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينه وبين نظيره الفرنسي جاك شيراك على "إيواء" سورية مسؤولين عراقيين سابقين، مشيرة الى أن شيراك "شكك بذلك، على رغم انه ليس مستبعداً أن يكون بعضهم تمكن من المرور عبر الحدود العراقية - السورية، من دون معرفة السلطات السورية". وذكرت المصادر ان "ليس من مصلحة سورية اعطاء اللجوء لمسؤولين عراقيين، خصوصاً أن العلاقة بين النظامين السوري والعراقي لم تكن ودية". وزادت ان التوجه الأميركي "بدأ يأخذ منحى خطراً، كونه يريد الآن استهداف سورية بعد العراق". ولفتت الى أن "اطلاق الاتهامات يحتاج أدلة، فما حصل في العراق أظهر مدى سهولة اختلاق البراهين ضد بلد ما". وذكرت انه "في حال كان المطلوب حض السوريين على التحرك الى أمام، فينبغي التلويح بالاحتمالات الايجابية"، وليس التهديد فقط، مستبعدة وجود نية اميركية لتنفيذ عمل عسكري ضد سورية في المدى المنظور. واستدركت ان هذا ما كان يقال منذ سنة في شأن العراق، وان تبرير مثل هذا العمل صعب.